لم تتمالك الحاضرات لحفل تسليم جائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي دموعهن مع ظهور نورة الشهري في الفيلم التسجيلي، مستعرضة قصة حياتها التي كانت مليئة بالمتاعب، منذ مرض زوجها وإصابته بجلطة وعدم قدرته على الحركة وتحملها مسؤولية إعالة أبنائها وأحدهم مصاب بمرض نفسي، وأن تلك المصاعب هي التي جعلتها تنتقل من حالة الحاجة إلى الاكتفاء وتؤسس مشروعها الذي قادها لاعتلاء منصة التتويج والفوز بجائزة الحفل.
وبشموخ الطامحات وعزيمة القادرات قالت نورة عبد الله الشهري: كانت بداية عملي هي إعداد وصناعة الخبز في منزلي بشكل متواضع، أبيع الخبز للجيران وأهل الحارة، وواجهت الكثير من الصعوبات وتغلبت عليها وعزمت على التوسع في عملي، إلا أني لم أكن امتلك المال، فقررت التوجُّه للصندوق الخيري الاجتماعي لآخذ دعمًا ماليًّا يمكنني من بدء مشروعي ولله الحمد تحقق لي ذلك الدعم من الصندوق الخيري عن طريق جمعية البر بجدة، واستأجرت محلاً جعلته مخبزًا شعبيًّا أصنع فيه المخبوزات والأكلات الشعبية، وعمل السمن، كما ابيع في أحد أركان المخبز العسل البلدي والبهارات بالإضافة إلى بعض الأدوات النسائية الشعبية، واستطعت الصمود في عزِّ الحر والبرد والمطر والوقوف في محلي والبيع فيه بكلِّ صبر وثبات.
ويقع مخبز نورة في السوق العام لسوق الإسكان الجنوبي حيث قامت بتهيئته وتجهيزه بشكل بسيط ووفرت فيه بعض الأدوات التي تساعدها في عملها.ويتميز عملها بكونها تدير نشاطها بنفسها، وتقدم أكلات شعبية بمستوى عالٍ من الجودة والطعم، وبعمل خبز (الميفا) وهو أحد الأكلات الشعبية المشهورة بمنطقة عسير، حيث قادها تميُّزها في علمها للتوسع في المخبز ومشاركتها في العديد من البازارات والمعارض. وحول أثر المشروع والتغيير الذي طرأ على حياتها تقول نورة الشهري: الحمد لله رب العالمين حالتنا المادِّية تحسنت وبدا الاستقرار النفسي والاجتماعي ولمسنا الأثر الإيجابيّ لدي أفراد أسرتي حيث أسهم المشروع في تحقيق مصدر دخل جيد لي استطعت من خلاله تحسين المستوى المعيشي لعائلتي الكبيرة، والوفاء بحاجات أسرتي، كما أن عملي في المشروع أعاد لي الثقة بنفسي وبقدراتي وبدأت في التفكير لتوسيع نشاطي إلى مخبز نسائي متكامل.
واليوم وقد فازت نورة بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز وحصلت على مبلغ مالي قدره 500 ألف ريال فإنَّها تقول: هذا الفوز فتح أمامي الآفاق لعمل مشروع أكبر يجعلني أحقق طموحاتي