الأحساء - عايدة بنت صالح:
احتفت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود باليوم الوطني 83 حيث أقامت ندوة علمية بعنوان: (الوحدة الوطنية وسبل تعزيزها والحفاظ عليها)، ضمن برنامج احتفاء الجامعة تحت شعار وطن بأرواحنا نفديه ووحدة بها نفاخر في القاعة الكبرى بالكلية، شارك فيها سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله الرفاعي، عميد كلية الإعلام ورئيس كرسي الإعلام الجديد، والدكتور خالد الدنياوي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء، والدكتور محمد العقيل رئيس قسم الأنظمة، وركَّزت الندوة على ثلاثة محاور رئيسة وهي: مفهوم الوحدة الوطنية, ودور أساتذة وطلاب الجامعات في تعزيز الوحدة الوطنية, وفي ختامها تحدثت عن دور الأنماط الاتصالية المختلفة في تحقيق ودعم الوحدة الوطنية.
في بداية الندوة رحب عميد الكلية بالمشاركين في الندوة التي تأتي في إطار البرنامج الثقافي المقام ضمن برنامج احتفاء الجامعة باليوم الوطني، منوهاً إلى أن احتفال الكلية باليوم الوطني يأتي في إطار استشعار أهمية هذه المناسبة الغالية على كل مواطن, واسترشاداً بتوجيهات معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل.
وأكد الدكتور عبد الله الرفاعي أن الإعلام السعودي كان له دور كبير في الثبات والوحدة رغم الاضطرابات الخارجية خصوصاً مع اختلاف الأنماط الاتصالية وكثرتها، حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي متوفرة عند كل شاب، وبذلك يكون الشاب من أبرز أسباب الوحدة الوطنية لتأثيره الكبير على الإعلام الجديد، حيث إن الشباب يمثّل 70% في المملكة، ولذلك فالزمن الحالي زمن الشباب ويجب على الجهات مشاورتهم والدخول في النقاشات معهم لأخذ وجهات النظر المختلفة.
وأشار الرفاعي إلى أن الإعلام قد يكون بنّاءً وفي نفس الوقت معول هدم، وكل المحاولات الخارجية لبلادنا فشلت بسبب تماسك أبناء المملكة، فالوحدة الوطنية ما هي إلا نتيجة جهود الشعب بكافة أطيافه من نساء ورجال وصغار وكبار، فمفهوم الوحدة الوطنية كبير يحمل كل صفات المواطن الصالح لبلده ومجتمعه، فهي المدخل الذي تتطور منه الأمة، حيث يجب أن يكون جميع أفراد المجتمع يداً واحدة، مبيناً أن تطبيقها من خلال توجيه المواطنين وغرس الوطنية ومصلحة الوطن بهم منذ الصغر، وتنبيه المجتمع دائمًا وأبداً أن الوحدة الوطنية هي أساس كل شيء، وما يحدث في الإعلام الفاسد يُشكِّل المعوقات التي تحد من الوحدة وتضعفها من خلال المتاجرة بالوحدة الوطنية والتفريق بين أفراد المجتمع، فكل العالم يضع أعينه على دولتنا الحبيبة ومتابعة جميع أخباره، واليوم الوطني هو ذكرى يوم عظيم من الأيام الخالدة في ضمير أبناء وطننا الغالي وطن الإسلام وبلد التوحيد المملكة العربية السعودية الذي نتشرف بالانتماء إليه ونظهر دوماً أعظم شعور الفخر والاعتزاز به، ونسعى من أجله للوصول إلى قمة البذل والعطاء وتقديم أعلى درجات التضحية والفداء.
وبيَّن الدكتور خالد الدنياوي عميد الكلية بأننا عندما نحتفي باليوم الوطني لتأسيس المملكة العربية السعودية، فإننا نتذكر نعمة الله - تبارك وتعالى - علينا في اجتماع الكلمة ووحدة الصف وتآلف القلوب، في ظل قيادة حكيمة تنطلق من مبادئ الإسلام ومناهجه الواضحة ووسطيته العظيمة، عندما قام الإمام المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - في الذب عن دينه وحماية بلاده وحفظ شعبه، ونحن نستشعر القيم والثوابت لهذه الوحدة العظيمة في بلادنا المباركة.. لذلك كان لزاماً علينا أن نوضح لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات ماذا تعني لنا هذه الذكرى الخالدة، وما لبلادنا من خصوصية تميزها عن سائر البلدان، لا سيما ونحن نواجه دعاة الفتنة والضلال الذين كشفوا عن وجوههم وكشروا عن أنيابهم، حسداً وبغضاً لهذه البلاد وأهلها ولمواقفها المشرفة من قضايا الأمة الإسلامية، لذلك سعوا في أن تدب الفرقة والتشتت بيننا، ليتمكنوا من القضاء على هذه اللُحمة المميزة بين الحاكم والرعية، لذلك فإن المسؤولية علينا جسيمة في توضيح ذلك في كل وقت وحين، وتحذير الطلاب والطالبات من السماع أو الالتفات إلى هذه الدعوات المغرضة، حفظ الله بلادنا وديننا وقادتنا وشعبنا من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب.
وشدد الدكتور محمد بن عبد العزيز العقيل على أهمية دور الجامعات في تعزيز الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن للجامعات مسؤوليات تقع عليها في هذا الجانب، ويمكن تحقيق هذه المسؤولية من خلال الوظائف الثلاث الرئيسة للجامعة (التدريس، خدمة المجتمع، والبحث العلمي)، وفق رؤية محددة تعتمد على مجموعة من العناصر، من أهمها تضمين المقررات الدراسية الجامعية بمواضيع تسهم في تعزيز الوحدة، وأكد أن الانتماء أمر متأصل في طبيعة النفس البشرية، فإنسان بلا وطن «تائه»، ووطن بلا إنسان «مهجور» لا معنى له، مشيرة إلى أن المجتمع المتكاتف والمتعاون هو مجتمع متشبع بالمواطنة، وعندما تبرز الفردية والأنانية والمادية المفرطة، فهذا دليل على نقص المواطنة الفعلية.
موضحاً أن الوحدة الوطنية تتطلب من المواطن أن يؤدي واجباته كاملة نحو وطنه، كما تتطلَّبُ الإخلاص والصدق في التعامل والغَيْرَة على المصلحة العامة وخدمتها بتفانٍ.. مؤكداً على أن من يؤدِّي هذا الدور إنْ لم يكنْ مؤمناً بالله وبكرامة وطنه، وعارفاً بدقائق الأمور كالأستاذ الجامعي الذي يزرع هذه الفضائل والقيم في نفوس طلابه والمجتمع من حوله.
وشارك في ختام الندوة عددٌ من أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين غطوا أرجاء القاعة وقامت اللجنة المنظمة بتوزيع جوائز للمشاركين والحضور.