أصدرت مجلة (مناسبات) عددها السادس والثلاثين على هامش موسم حج هذا العام 1434 الذي تزامن مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة.
وأفردت مجلة مناسبات ملفاً خاصاً للحج صدرت به عددها، استعرضت خلاله تاريخ التوسعات في الحرمين الشريفين ومدى اهتمام المؤسس الملك عبد العزيز بالحرمين الشريفين من واقع الوثائق التاريخية، وحرص المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على أن تكون خطبة الحج السنوية بمثابة خريطة طريق للأمة الإسلامية ترتاد في ضوء توجيهاتها آفاقها المستقبلية للعام المقبل بما تهديه إليهم من نصائح تعينهم على اجتياز الظروف والصعوبات والفتن المحدقة بالأمة.
واستلهاماً لإحدى المنافع الكبيرة لموسم الحج الذي يعد في جانب منه بمثابة مؤتمر إسلامي عظيم، يجتمع فيه المسلمون من كل مكان، وبكل لغة، ومن كل لون ليحققوا إحدى شرائع الإسلام العظيمة.
وأوردت (مناسبات) تحليل الدارسين والمحللين لخطب الملك عبد العزيز التي ردد فيها كلمات تحوي قضية العهد والميثاق بالعمل لدين الله مثل: الدعوة إلى التوحيد، والتأكيد على كلمة الإخلاص، وإخلاص العبادة لله تعالى، وغير ذلك مما يدل على تجديد العهد بالعمل لدين الله والعقيدة الإسلامية، ونشر ذلك بين أوساط رؤساء الوفود وعامة الحجاج. إنها الدعوة الجادة للتمسك بالعقيدة الإسلامية الخالصة. وهذه دلالة واضحة على اهتمام الملك عبد العزيز بالدعوة إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية، وتدل أيضاً على مدى تمسكه هو شخصيًا بها وكذلك مجتمعه، وبناء الدولة على ذلك المبدأ، والدعوة للاستمرار في هذا الأمر. ومن خلال النتائج أيضًا، نجد أن الخطبة قد حوت اهتمامًا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك خدمة الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية.
تحت عنوان: (مع المؤسس في الطريق إلى مكة) «حجة عبد العزيز» من أجمل ما تحمله ذاكرة الزمن الأصيل تناولت مجلة مناسبات في ملف الحج ما دأب عليه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مع بداية الستينيات من القرن الهجري المنصرم من إرسال رسائله إلى المشايخ وأمراء البلدان وأمراء القبائل قبل الحج بحوالي شهرين، يأمرهم بحصر الناس المحتاجين والفقراء الذين لا يقدرون على الحج إمّا لعدم قدرتهم على تحمل نفقات الحج أو لوجود إعاقة لديهم ويحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة ورفع ذلك إليه، وعليه يتم إرسال سيارات لنقلهم من أماكن إقامتهم إلى مكة والمشاعر المقدسة واستضافتهم حتى إتمام نسك الحج ثم إعادتهم إلى أماكن إقامتهم.
وكشف الملف عن أن المؤسس كان يُخصص ما يقارب أربعة أو خمسة أشخاص يقومون ويشرفون على الرحلة. أي أن هؤلاء الحجاج كانوا يحظون بعناية خاصة وبكرم الضيافة من الملك عبد العزيز، رحمه الله، بل إنّه نتيجةً للخدمات والتسهيلات غير المسبوقة وغير المألوفة، التي كان يجدها هؤلاء الحجاج، تولد لدى بعض عامة الناس نتيجة للجهل شك في أنّ هذه الخدمات من الرفاهية التي قد تؤثر على حجهم وأنّ حجهم ناقص، وأصبح بعض عامة الناس يرددون عبارة «ما حج إلا حجة الملك عبد العزيز»! ما معناه أن هذا الذي حج حجة الملك عبد العزيز، يحتاج إلى حجة أخرى فيها مشقة، تجبر الرفاهية/ النقص، التي تمتع بها في حجة الملك عبد العزيز.