مباراة الرائد.. تجربة للفائدة

مباراة الرائد التي أزاحت نتيجتها المفاجئة الهلال من صدارة جدول الدوري.. تضافرت عوامل أدّت إلى وقوعها..

* لكن لست في وارد الدخول في التفاصيل.. والحديث عن الفرص والحظ والعوارض وتجلّيات الكسار.. وطرد وضربة جزاء لم يحتسبها الحكم الهويش.. أقرّها المحلِّلون التحكيميون.. وأن الكرة مدورة وفيها المفاجآت.. فهذا كلّّه مفهوم..

* أريد التركيز قليلاً بما يتعلّق بالمدرِّب الأبرز بالدوري سامي الجابر.. التغييرات بالتشكيلة.. لتجهيز لاعبين بعد الإصابة.. كان شعورًا منه بسهولة المباراة.. وانعكس هذا على اللاعبين.. هذه نقطة أولى..

* النقطة الأخرى.. عناصريه.. برأيي مازالت منطقة المحور تعاني.. خصوصًا مع فريق ذي نزعة هجومية ومدرِّب يعشق الأهداف والهجوم..

* هرماش.. لازلت شخصيًّا غير قادر على معرفة مركزه!!.. فلا هو محور دفاعي تقليدي.. ولا يمكن تصنيفه بالمحور الهجومي.. فهل اللاعب يستنكف التفرغ للأدوار الدفاعية..؟!

* كاستيليو.. الـ(سي في) ممتاز.. حتَّى بنيانه جسمانيًّا أنموذج للمحور الدفاعي.. لكن داخل الملعب لاعب آخر.. فهل اللاعب يفتقد للتوظيف والرسم التكتيكي لا يناسبه.. أم مزاجية أم عدم تأقلم؟

* ياسر الشهراني إذا أراد (الكوتش سامي) أن يستغل طاقة اللاعب وقدراته.. فليعده للظهير الأيسر مركزه الأصلي.. واقترح تجربة الزوري في الظهير الأيمن.. وأتوقع سيقدم نفس مستواه في الظهير الأيسر.. ونكون كسبنا ياسر الحقيقي..

* ولحاضر ومستقبل الفريق لا بُدَّ من تجربة الحافظ أو المسلم ومنحهم فرصة كاملة.. بجوار الكوري.. أو جلب مدافع أجنبي.. أما غير هذا فسيظلُّ دفاع الهلال يعاني..

اختار ولا تحتار..

فقرة كاتبنا الكبير الساخر أحمد الرشيد.. نستعيرها منه هذا الأسبوع..

لماذا هذه الأفراح العارمة والاحتفالية بصدارة جدول الدوري..

« الشعور أن الصدارة قد تطير قريبًا.. اشرب قبل ما يحوس الطين صافيها.

« القحط المزمن في البطولات.. جعلت من التصدر إنجازًا كبيرًا.. وتكبر في عين الصَّغير صغارها.

« تضخيم التصدر تمهيدًا لتحويله إلى بطولة تضاف لسجلات الفريق.. بمسمى (كأس الصدارة)..

كيف يتقدم التحكيم..!!

« إذا كان رئيس نادي وفي كلِّ مباراة ينزل وسط الملعب ويعطي الحكام (دشًا) ساخنًا أو باردًا.. دون رد فعل من لجنة الانضباط أو لجنة الحكام..

« إذا كان إعلاميو أحد الأندية يجرون تحقيقًا ويستجوبون الحكام في الاجتماع الشهري ويوبخونهم بشأن الأخطاء المزعومة على ناديهم.. ورئيس اللجنة يبادلهم الابتسام..

« إذا كان الإعلام.. يمارس تحيزًا مقيتًا.. فيتستر على أخطاء تحكيمية صارخة أو يهون منها.. ويركز على أخطاء مشكوك فيها.. أو على أخطاء ميدانية تصنَّف من الأخطاء الدارجة في كلِّ مباراة..

« إذا كان بعض المحلّلين التحكيميين.. يتحيّز ويمارس الانتقائيَّة في تحديد اللقطات.. فممكن يتحدث عن خطأ ميداني ضد فريق.. ويتجاهل مثله ضد الفريق الآخر..

(نجران).. ماذا لو..

لا شكَّ وقعت خلال الجولات الدورية الست العديد من الأخطاء التحكيمية.. لكن أرى هدف نجران الملغي في النصر أشهرها وأخطرها.. لأسباب..

« أنَّه أول خطأ تحكيمي صريح في منافسات دوري هذا العام..

« لم يكن يوجد أدنى عذر أو مبرر لإلغائه.. حتَّى حيّر الخبراء.. لماذا ألغاه الحكم الفنيطل؟

« هذا الخطأ لم ينل حظّه من التركيز الإعلامي والنقاش.. حتَّى مقابل أخطاء مشكوك بها أو ميدانية..

« قياسًا بمباراة الرائد والهلال.. لو احتسب الهدف.. نجران (محتمل) يكسب النصر.. وهنا سيكون نجران المتصدر بفارق نقطتين عن الهلال والنصر الثالث مكرر مع الشباب.. أو على الأقل (ربما) نجران سيعادل النصر.. هنا سيكون نجران الأول مكرر مع الهلال.. والنصر ثالث الترتيب.

ماذا لو كان هلاليًّا..

« برونو سيزار.. الذي مارس عنترياته وأوقف المباراة، ثمَّ خرج وشاكس مدرِّبه.. ليغادر الملعب عاري الصدر.. مسوي فيها رامبو.

« (ظهير النصر المخضرم).. الذي قال للحكم (اعتبرني الزوري) الهلالي.. وهو تشكيك بنزاهة الحكم.. والإعلام المتحيّز تناولها باعتبارها طرفة.. لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة.

« اسماعيل داو.. الذي سدد كوعية خطيرة على رأس يوسف السالم.. شبيهة بكوعية كينيدى على رأس الشريدة.. ولكن يوسف نجا بإعجوبة.

« الفيلسوف الصَّغير الذي اتهم الحكام بهزيمة فريقه..

« رئيس النادي الذي يدخل الملعب.. ويوبخ الحكام..

« رئيس النادي الذي أتهم الحكم العمري بتعمَّد هزيمة فريقه أمام الاتحاد.

اعتقد ستتحرك اللجان وتعلن حالات الطوارئ.. وقبلها سيذرف الإعلام دموع التماسيح.. ويتبكبك على اغتيال الأخلاق والروح الرياضيَّة..

إنذار.. أقام الدنيا ولم يقعدها..

(إنذار) مستحق لم ينله لاعب الهلال كاسيليو لخطأ ميداني.. نال تركيز إعلاميًّا.. وقصفًا على الحكام..

أكثر من ضربة الجزاء الهدية للاتحاد ضد الأهلي.. والجزائية الهدية للاتحاد ضد التعاون.. وهدف نجران الملغى ضد النصر وهدف النصر التسلَّل بالشعلة.. وجزائية للهلال وهدف ملغى أمام الفيصلي.. وطرد غير محتسب على هوساوي النصر في أول دقيقة أمام النهضة.. وجزائية للهلال غير محسوبة ضد الرائد.. وغيرها من الأخطاء التحكيمية.. حاول الإعلام بتهميشها..

ولكن إنذار ميداني ضد لاعب هلالي.. أكبر فداحة وكارثية لدى الإعلام المحتقن.. من كل هذه الأخطاء الصارخة..

حسابي في (تويتر).. @salehhenaky