قبل الإنترنت وثورة الاتصالات.. بل قبل الهاتف الجوال والثابت والتليفون السلكي (أبو هندل) كان تواصل الناس المتباعدين في المدن والقرى ونقل اخبارهم واشواقهم لذويهم يتم عبر الرسائل المكتوبة بخط اليد (الخط أو المكتوب) وكان مجيدو الكتابة والقراءة قلة، فأغلب الناس تلجأ إلى من يعرف الكتابة ولو بشكل بسيط لتبوح له بمشاعرها وأمانيها وأشواقها من أجل أن ينقشها على الورقة والطرف الآخر يبحث عن شخص (يفك الخط) ليقرأ لهم تلك المشاعر والأماني والأشواق..كانت الأحبار والأقلام والأبواك والأخيرة تعني دفاتر الكتابة هي الحضن الأمين لكل ما يكتب فيها من مشاعر واحاسيس واشعار وذكريات وأشواق. كانت هي الصدر الحاني الرؤوم لحفظ المشاعر الإنسانية الحميمة ونقلها من فرد إلى أسرة أو العكس.. ومن محبوب إلى من أحب!.
كانت (الخطوط والمكاتيب) تنتقل من مكان إلى آخر عبر ايادي المسافرين في رحلة تستغرق اياما او اسابيع وربما اكثر حسب طول المسافة وقصرها بين المرسل والمرسل إليه.. كانت رسائلهم ذات نفس إنساني دافىء.. كانت تشبه البشارات بين الأطراف المتراسلة يطمئنون من خلالهم على بعض ويتتبعون اخبار بعض ويعيدون القراءة مرارا وتكرارا ابتهاجا واغتباطا بمضامين تلك الرسائل.. الشعراء - وهم شريحة من المجتمع - كانت رسائلهم الشعرية عبر قصائدهم التي تحمل لواعج اشواقهم وعذابات فراقهم لأحبتهم الأكثر وضوحاً والأشد حرارة ولهفة واشتياقا.. وكان ناقلو رسائل الشعراء يتلقون المديح من الشعراء في استهلال القصيدة نظير وفائهم وامانتهم وحرصهم على تسليم الرسالة لمن وجهت إليه في أسرع وقت..!
خطوة اخيرة:
لـ(حجاب بن نحيت):
هات القلم والبوك واكتب لي كتاب
واكتب سلامي واترك الاسم مفتوح
والى ختمته فاكتب المرسل حجاب
قله: تراه اخطا ولاهوب مسموح