في مجموعته «عائلة الموت» يقدم القاص يحيى ملاح قصة «العمدة» ويقول: لم يكن يتوقف عن الضحكات والسخرية الخفيفة منا طوال المساء، وكأنه كان يعيش تلك اللحظات فرحاً وسروراً.. وهكذا كان بيننا في الحارة إلا أنه في بيته كان أباً لتسعة أطفال وكم كانت زوجته تبتهل إلى الله عزَّ وجل أن يمنحها طفلة فهي أم وتريد أن تفرح.. وتحققت أمانيها وعاشت السعادة رغم الحياة التي يعيشها كل من كتب لهم الفاقة والفقر.
يمر الشهر أو حتى العام وصحن الفول لا يفارق سفرة الطعام صباح مساء.
الفول هذه الوجبة الغذائية التي تدخل بيت الفقراء والأغنياء في حارتنا أصبحت جزءاً من ذاك البيت المهلهل الأركان.
وكتب عن عشق كرة القدم في قصة «المعشوقة» وقال: هي أثيرة عنده.. حبه لها لا يضاهيه حب، وعشقه لها حتى الثمالة.. كانت حديثه الذي يتحدث به ورفيقته التي تمشي معه ومناجاته التي يعيش معها لحظاته الجميلة.. يجدها في المكتب ماثلة أمامه ووقت الاسترخاء والراحة تتراقص أمامه حتى في دورة المياه تلاحقه فهي لا تفارقه إلا ساعات نومه عندما يفقد القدرة على الحركة والتفكير.. وكان دوماً ما يثير شجاراً مع زوجته من أجل عيونها.
ويدخل في معارك وخصومات كلامية مع زملائه من أجلها. وكم صرف من نقود وسهر الليالي من أجل ذلك العشق وكم من أصدقاء حميمين فقدهم بسببها.