أنا عائدٌ، وجهي دليلي
رغم آثار السنينْ
رغمَ العُقودِ الضُرِّجَتْ
بدمي، بآهات الحنينْ
رغم المسافات التي
أقرضتُها عُمُري المَدينْ
رغم المكان المستعار
بموطئٍ أقصاهُ طِيْنْ
أنا عائدٌ والشوقُ أثْقَلَ
خُطوةَ الألمِ الدَّفينْ
والرَّيحُ لا تأتي بِهَمِّي
أوْ تُثيرُ جوىً مَكِينْ
والذكرياتُ البيضُ فوقي
ظُلَّةٌ مِمَّنْ بَقِيْنْ
والليلُ هذا مُهْلِكي
لولا مساءاتٌ وَشِيْنْ
والصبحُ أدركَ وَتْرَهُ
لكنْ على فجْرٍ حزين
أنا عائدٌ منِّي إليَّ
وفي فؤادي أسئلةْ
لكنما لا ظلَّ لي
فيها يُعِيْرُ الأخْيِلَة
هل يحصدُ العُمُر الجديدُ
من المنايا سُنْبُلةْ
أم هل تُراهُ الوقتُ
يذْخَرُ طاقتي كي أقْتُلَهْ
كم أقْبَلَتْ طوعاً إليَّ
جوارحي مُتوسِّلَة
لكنني لم ألتمسْ
عذراً لها كي أقْبَلَهْ
أنا عائدٌ من وَقْعِ هذي
البِيْدِ يَنْكَئُني الوَلَهْ
ويَقَرُّ في عينيْ ملامٌ
لستُ أُبْصِرُ مُجْمَلَهْ
لكنني ماضٍ إليَّ
على خُطايَ المُقْبِلَة