المجاملة سلاح يحتاج إليه الصغير والكبير، الذكر والأنثى، الفقير والغني، الموظف والمدير، فمتى ما أتم استخدامها أولئك استخداماً أمثل فلا ضير أنهم سيجنون أُكُلها الطيب التي تبقى خالدة في النفوس، وتفضي لمزيد من الألفه والمحبة.
إن مشكلة الكثير والكثير من الناس هو المبالغة في حب المجاملة، فتجده يؤملها ويرتجيها من فرد لآخر، المجاملة الصحيحة الحقة متى ما أردت إلقاءها أخي القارئ أختي القارئة على الآخرين، فلتعلم أن ثمة أموراً ينبغي مراعاتها.. وسأكتفي في ذكر أمرين هامين:
أولهما: كن مخلصاً: فعندما تريد أن تكون مجاملتك مقبولة ولها وقعها في النفوس فأحسن النية لله سبحانه وتعالى ولعلك بذلك تبرز بها سلوكاً حسناً أو صفةً جميلةً أو تحفيزاً لمزيد من التفوق والإبداع في الطرف الآخر فإن لم تحسن النية فستنقلب تلك المجاملة لنفاق وكذب والعياذ بالله.
ثانيهما: كن محدداً.. فامدح الشيء المحدد الذي تراه جميلاً في الشخص الذي أمامك، لكنه ليس بالضرورة إن مدحته وشكرته في موقف أن تشكره وتمدحه في آخر، فلعله إذا انتقد يصحح مما اعوج من مساره المتعثر.
وأنا إذ أكتب هذا المقال فإني لا أدعو ولا أشجع للمجاملة في كل الحالات واللحظات، فثمة حالات وأوقات لا تنفع فيها المجاملة وتتطلب وقفات جادة للصراحة أو للمصارحة، فقد تكون المجاملة في حالات كهذه تترك آثاراً سلبية (مدمرة وهدامة).
إن المعمول به أخي القارئ أختي القارئة والتي يعاني منها الكثيرون في مجتمعنا هي أنهم لا يريدون من أحد أن يصارحهم حتى وإن كانت الصراحة ضرورية وذات فائدة، فهم يريدون من الناس أن يجاملوهم ولو كان ذلك في غير صالحهم، بل وإن تطلب الأمر بعض الكذب أو الغش أو التزوير وربما النفاق فيا للعجب لهؤلاء! هذا المعمول بين كثير من الناس والعياذ بالله، ولكن المأمول من الجميع أن تبني مجاملاتهم على ما ذكرته آنفاً.