كثيرون من الطلاب يتوقفون عن الدراسة بعد أن يتخرجوا من المرحلة الثانوية، فتبدأ النقاشات الحادة بين الوالدين وابنهم الرافض لفكرة الدراسة الجامعية، ولم يعلم أن الدراسة الحقيقية التي تضمن له مستقبله بعد الله هي الدراسة الجامعية. طلابنا يتخرجون من الثانوية ولم يأخذوا دورات عن أهمية الدراسة الجامعية، بل لم يفهموا لِمَ يدرسون أصلاً في السنوات الماضية، وإنما السؤال الذي يواجههم دائماً من معلميهم: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر (طبيباً، معلماً، طياراً، ضابطاً)، وينتهي هذا الموضوع عندما يسمع المعلم الجواب! الدراسة الجامعية من أهم المراحل الدراسية التي تنمي عقل الطالب، وتشكِّل شخصيته، وتجعله يعتمد على نفسه بعيداً عن دلال الوالدين، كذلك تنميه ليكون إنساناً نافعاً في مجتمعه. هناك فرقٌ كبيرٌ في الأفكار وطريقة التعامل وإعطاء الرأي بين من يحمل الشهادة الثانوية والشهادة الجامعية؛ فبالتأكيد من يحمل الشهادة الجامعية سيكون أقوى بكثير وذا شأن ممن يحمل الثانوية، سواء على مستوى العائلة أو الحي أو حتى الوظيفة.
صُدمتُ كثيراً من أصدقاء كانوا متفوقين في المرحلة الثانوية، لكنهم توقفوا ولم يكملوا الجامعة، وفرحت كثيراً لأشخاص كانوا (ماشيين على البركة) في دراستهم الثانوية، لكنهم أكملوا الجامعة بجد واجتهاد وتفوقوا على الكثير، ولم يسمعوا لكلام المحبطين. ولا تنسَ أن الصاحب ساحب؛ لذلك اختر من ترى أنه سيعينك على دراستك وحياتك، وسيشد من أزرك لتحقيق طموحاتك وأحلامك، وابتعد عن أصدقاء السوء المحبطين الذين يزينون لك الإهمال والنوم.
تختلف المدرسة عن الجامعة اختلافاً جذرياً، سواء بالدراسة أو المجتمع أو الطلبة؛ فهي تعطي الطالب الحرية التي لم يُعطَها بالمدرسة، لكن هذه الحرية يجب أن توجهها أيها الطالب لمصلحتك؛ لتختار تخصصك، وتعرف ما هو ميولك ورغباتك، وتبدأ بالدراسة والعمل لتحقق النجاح.
كل أب وأم مهما وصلوا في الحياة فهم يبذلون الغالي والنفيس ليصبح ابنهم أفضل منهم؛ لذلك لا تقلق من غضب والديك عليك؛ فهما يبحثان عن مصلحتك، ويريدانك أن تكون أفضل من غيرك بل أفضل منهما؛ لذلك حقق لهما ما يريدان، واحرص على إرضائهما.
جاكسون براون رجل أمريكي رُزق بابن جميل، كان يرعاه ويسهر لراحته، ولا يُحب أن ينقصه شيئاً. مرت الأيام، وكبُر الابن، وانتهى من دراسة المرحلة الثانوية، وسجل اسمه في جامعة بعيدة، وسيغادر بعد أيام قليلة ليبدأ دراسة المرحلة الجامعية بعيداً عن أهله. حزن الأب؛ لأنه سيفقد ابنه لأول مرة؛ فأراد أن يكتب له بعضاً من النصائح المفيدة التي يريدها أن تكون صديقاً له في غربته. أمسك قلمه؛ ليكتب بعض النصائح البسيطة، لكن فوجئ الأب بأنه كتب 1560 نصيحة.. أُعجب بها ابنه، وانتشرت بين أقاربه، فجمعها في كتاب صغير بعنوان (إرشادات الحياة الصغيرة)، وتُرجم إلى 28 لغة، ودخل كأفضل الكتب مبيعاً لسنوات عدة حسب قائمة النيويورك تايمز.
اخترت لكم بعضاً مما كتبه جاكسون لابنه:
1 - توكل على الله، ولكن أغلق بابك جيداً.
2 - لا تيأس أبداً واحتفظ بخط للرجعة.
3 - لا تتخذ قراراً وأنت غاضب.
4 - كن شجاعاً، وإن لم تكن كذلك فتظاهر، فلن يلاحظ أحد الفرق.
5 - تعلم كيف تستمع؛ فالفرص الخفية تحتاج لأذن قوية.
6 - لا تحرم الآخرين من الأمل؛ فقد يكون هذا كل ما يملكونه.
7 - حين تصادف كتاباً جيداً اشتره حتى لو لم تقرأه.
8 - احذر من عروض البنوك مهما كانت مغرية.
9 - لا تستثمر في الأسهم ما لا تتحمل خسارته لاحقاً.
10 - ابتسم؛ فهذا لا يكلفك شيئاً، ولكنه لا يقدّر بالمال.
11 - لا تجادل شرطياً أبداً.
12 - ادخر دائماً 10 % من دخلك.
13 - لا تشترِ حقائب أو بناطيل جينز أو ساعة ثمينة؛ فهذا مضيعة للمال.
14 - لا تصدق كل ما تسمع، ولا تنفق كل ما تملك، ولا تنم قدر ما ترغب.
15 - حين تقول والدتك «ستندم على فعل ذلك».. ستندم عليه غالباً.
16 - لا تخشَ العقبات الكبيرة؛ فخلفها تقع الفرص العظيمة.
17- اختر رفيقة حياتك بحرص؛ فهو قرار سيشكل 90 % من سعادتك أو بؤسك.
18 - احكم على نجاحك من خلال قدرتك على العطاء، وليس الأخذ.
19 - حين تشتري عقاراً انتبه لثلاثة شروط مهمة: الموقع، ثم الموقع، ثم الموقع.
20 - قيِّم الناس بما في قلوبهم من خير، لا بما في جيوبهم من مال.