منى - علي بلال / تصوير - سلمان الغوينم - سليمان وهيب:
تسارعت خطى الحجاج أمس لرمي جمرة العقبة الأولى بسبع حصوات في مشعر منى وسط أجواء إيمانية هادئة وانسيابية وحشد أمني في الطرقات حيث نحروا الأضاحي وحلقوا رؤوسهم.
وكان الحجاج قد انتقلوا عند مغيب شمس مغرب يوم أمس الأول إلى المزدلفة بعد أن شهدوا وقفة عرفات، ليتموا بذلك الركن الأعظم من أركان الحج.
وفيما كان قطار المشاعر يسير في الجهة المقابلة لجمرة العقبة الكبرى ناقلاً آلاف الحجاج إلى الجمرات، دخلت مجموعة من عشرات الحجاج القادمين من جنسيات مختلفة مردّدين «الله أكبر» وقاموا بالرمي واحدًا تلو الآخر، ثمَّ توجهوا نحو الحرم المكي رافعين أكفَّهم بالدُّعاء أن يتقبل الله نسكهم. وفور دخول حجاج بيت الله الحرام باتجاه الجمرات، انتشر مئات من رجال الأمن بشكل منظم لتقسيم الحجاج إلى مجموعات وفصلهم يمينًا ويسارًا تجنبًا الزحام والتدافع. وبعد الرمي واصل الحجيج سيرهم نحو خيامهم من دون أن يشكّلوا عبئًا على القادمين الجدد لرمي الجمرات.
وشاهدت عدسة «الجزيرة» انتشار سيَّارات الإسعاف والطائرات العمودية للهلال الأحمر السعودي التي حلّقت فوق منطقة الجمرات باستمرار تحسبًا لأيِّ طارئ يستدعي التدخل، فيما انتشر أكثر من مئة ألف من قوى الأمن والدفاع المدني لضمان أمن وسلامة الحجاج.
وأعرب عدد من الحجاج عن إعجابهم بدقة التنظيم والمشروعات الهائلة التي أنشأتها حكومة خادم الحرمين في المشاعر المقدسة، وأشاروا في أحاديث لـ(الجزيرة) إلى أنهَّم تمكنوا من أداء نسكهم بطمأنية وسلام دون أيّ عوائق.
ففي البداية قال الحاج عبدالرب محمد 50 عامًا، من بنجلاديش: إن جسر الجمرات قد تطوّر كثيرًا عمَّا كان عليه، وأشار إلى أنّه يحجّ بشكل منتظم منذ ثماني سنوات وقد لاحظ الفرق الكبير في هذه السنوات، فهناك سهولة في الحركة وتنظيم أكبر، كما أظهر مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير جسر الجمرات جدوى كبيرة في تيسير رمي الحجاج للجمرات بطمأنينة.
إلى ذلك، قالت السيدة حمام عزت من جمهورية مصر العربيَّة 37 عامًا وهي تغالب دموع الفرحة لقد أدَّيت الفريضة خمس سنوات ولم أشعر بالراحة في رمي جمرة العقبة الكبرى مثل ما شعرت بها اليوم، مشيرة إلى أنها جاءت إلى الجمرات عبر قطار المشاعر.
وأضافت عزت لا شكَّ أن القطار خفّف الكثير عن الحجاج خصوصًا كبار السن والعائلات فخلال دقائق وصلنا وقد انهيت الرمي وأنا في طريقي للعودة إلى المخيم داعية الله جلّت قدرته أن يحفظ الملك عبد الله بن عبدالعزيز.
وقالت عزت: وجدت خدمات جيدة منذ دخولي الأراضي السعوديَّة كما أسعدني كثيرًا ما لمسته من تطوّر شامل ومتكامل للخدمات التي توفرها حكومة هذه البلاد أعزها الله للحجاج، كما لفت انتباهي دقة التنظيم داخل المسجد الحرام رغم كثافة وجود الحجاج أمس خاصة من رجال الأمن وما يقدمونه من خدمات جليلة للحجاج خاصة كبار السن.
من جهته، أشاد هلال الدين من بنجلاديش بالخدمات المميزة التي تقدمها المملكة للحجاج، وقال: أعجبني الدور الذي يقوم به رجال الأمن الذين يتجاوزون بخدماتهم في توفير الأمن الذي يشعر به الجميع ولله الحمد إلى تقديم خدمات كثيرة تتجاوز مهامهم الرئيسة وتصل إلى تنظيم دخول المصلين وإتاحة الفرصة للدخول إلى أروقة المسجد الحرام. وأكَّد خالد العنزي من السعوديَّة على الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام لكي يؤدوا المناسك في يسر وسهولة، مشيرًا إلى أن المملكة كل عام تستحدث مشروعات جديدة لخدمة ضيوف الرحمن.