لا بد أن يُذكَر المخلصون وينوَّه بأعمالهم، خاصة في المناسبات التي تستهدف خدمة الدين والوطن وملايين البشر.
موسم حج هذا العام كان بحق موسماً نموذجياً، وأثبت العاملون في مختلف الأجهزة الحكومية والتطوعية أنهم عند قولهم بأن (كل عام سيكون أفضل مما سبقه)، وفعلاً تحقق هذا ولله الحمد.
تضافرت جهود كل من تفرغ لخدمة ضيوف الرحمن، وكل من عمل في المشاعر المقدسة؛ ولا بد من الإشارة إلى الجهد المتميز لرجال تفانوا وقدموا كل ما يستطيعون لخدمة ضيوف الرحمن، وهم كثر - ولله الحمد - ولكن لا بد من التنويه بعمل المتميزين، وفي هذا السياق نشير إلى:
* الأمير خالد الفيصل؛ فهذا الرجل حقَّق قفزة نوعية وتنظيمية منذ تسلمه إمارة مكة المكرمة؛ وبالتالي رئاسة لجنة الحج المركزية. وقد بدأنا نلمس الإضافات التراكمية التي أدخلها على عمل الأجهزة والجهات التي تعمل في موسم الحج. وظهرت أفكار خالد الفيصل فيما نفذ من إجراءات تنظيمية وإدارية، انعكست إيجابياً على عمل الجهات التي تقدم خدمات لرعاية ضيوف الرحمن؛ فكان خير ربان لقيادة الرجال العاملين لتأدية أفضل وأقدس مهمة، وكان لاختياره مساعديه وكبار المسؤولين في إمارة مكة المكرمة والأجهزة المساندة أفضل الأثر في تنفيذ التنظيمات الجديدة التي انعكست على ما يقدَّم لضيوف الرحمن.
يحتاج المراقب إلى كتابة بحث عما عمله خالد الفيصل الذي يخطط منذ اليوم الأخير لموسم الحج للموسم القادم، ويظل برفقة فريقه المعاون يعمل ويبحث بعقلية رجل الدولة المبدع والإداري المحنك، الذي يترك الأعمال تتحدث عن نفسها.
* الرجل الآخر الذي لا بد من التنويه بما يقوم به هو ورجاله هو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج؛ فمن المؤكد أن جميع من أدوا فريضة الحج هذا العام وكل من تابع أعمال الحج وفعالياته رأوا كيف تمت معاملة ضيوف الرحمن، وكيف تمت عمليات تفويجهم ونفرتهم وتأمين الأمن والهدوء لهم، دون أن يشعر أحد بأي إجراءات إضافية، إلا أن العمل كان كبيراً ومتواصلاً، مع يقظة تامة من رجال الأمن، ليس في المشاعر المقدسة، بل في جميع أرجاء المملكة، في مرحلة حافلة بالاضطرابات والخلافات السياسية والمذهبية.
أهم ما تميز به أداء رجال الأمن في موسم هذا العام أنك لا تشعر بأي إجراءات إضافية، إلا أنك تشعر بوجود رجال الأمن دائماً بقربك عندما تحتاج لخدماتهم، دائماً متأهبون لخدمة ضيوف الرحمن؛ فتشعر ويشعر القادمون إلى الأراضي المقدسة بالأمن والأمان؛ فهي نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها، والحمد لله الذي جعلنا نرفل فيها، ونطمئن لرجل مثل محمد بن نايف ورجاله.
* الرجل الثالث الذي يستحق أن ينوه بعمله وفريقه الطبي والإداري هو الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة، الذي لا يهدأ طوال اليوم، قبل بدء أعمال الحج وأثناء تأدية ضيوف الرحمن الشعيرة المقدسة إلى أن يعودوا إلى بلادهم.
عبدالله الربيعة الطبيب الجراح الذي خشي الكثيرون أن تشغله الإجراءات الإدارية والمهام الصعبة عن عمله بوصفه جراحاً عالمياً، إلا أنه جمع بين العملين بنجاح لا يوصف.. رجل يعمل كالساعة، لا يهدأ، يقف بنفسه على ما تقدمه المستشفيات، يقيم في مستشفى منى الطوارئ، هذا الصرح الطبي المتميز، ويتابع عمليات أعمال الوزارة خلال موسم الحج، ولا يبقى أسير مكتبه؛ فيتفقد المستشفيات والمراكز الطبية المنتشرة في المشاعر المقدسة، وقبل ذلك يستقبل الحجاج في مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، ويتابع كل صغيرة وكبيرة، لا يهدأ كالنحلة هو وطاقمه الإداري من رجال يُفرَّغون تماماً لأداء عملهم، الذي لا يقل أهمية عن أعمال الآخرين؛ فيكفي أنهم - بعد الله - ينقذون الحجاج من أمراض وإصابات تفتك بهم.
وقد تدخل الأطباء لمعالجة الكثير من الحالات المستعصية، منها إجراء عمليات قلب مفتوح، وعمليات قسطرة، وغسيل كلى، إضافة إلى مباشرة حالات ضربات الشمس والحالات الطارئة.
حمداً لله أن يتوافر للمملكة رجال كهؤلاء، ومثلهم كثير، والشكر لقيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد أن وضعت مثل هؤلاء الرجال في هذه المراكز لخدمة المواطنين السعوديين ومَن يقدم للمملكة من المسلمين، ومنهم ضيوف الرحمن.