الجزيرة - المحليات:
أكَّد اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان مدير عام كلية الملك فهد الأمنيَّة أن الكلية ظلَّت تشارك في أعمال الحج منذ تأسيسها وذلك لتحقيق هدفين رئيسين الأول مساندة القطاعات الأمنيَّة وهي الأمن العام في الجوانب المرورية ومنذ ثلاث سنوات أصبحت الكلية تساند أيْضًا قطاع المباحث العامَّة.
والبعد الآخر هو التدريب وخدمة ضيوف الرحمن وقال اللواء الشعلان في حوار لـ(الجزيرة): إن قيادة مهمة الحج بكلية الملك فهد الأمنيَّة قامت بتوزيع الطلبة المتخصصين في اللغات والترجمة، على جميع المراكز والنقاط المرورية للتعامل مع الحجاج غير الناطقين باللغة العربيَّة، إِذْ يتقن طلاب الكلية عددًا من اللغات منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والفارسية، كما يسهم طلبة الكلية في تقديم خدمات الإرشاد والتَّوجيه لضيوف الرحمن عن طريق خرائط معتمدة وجولات ميدانية مسبقة على جميع مناطق وطرق مشعر منى. فإلى الحوار:
- بداية هل يمكن إعطاء نبذة عن تاريخ مشاركة كلية الملك فهد الأمنيَّة في موسم الحج؟
في البداية، أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني، على ما يسخرانه لحجاج بيت الله الحرام، والشكر موصول لمقام وزارة الداخليَّة، وعلى رأسها سمو وزير الداخليَّة، لما تجده القطاعات الأمنيَّة كافة، وخصوصًا كلية الملك فهد الأمنيَّة، من اهتمام بالغ، ودعم لا محدود.
أما بالنسبة لتاريخ مشاركة كلية الملك فهد الأمنيَّة في موسم الحج، فإنّه تاريخ عريق بعراقة الكلية الأمنيَّة، إِذْ لم تغب عامًا واحدًا منذ (80) عامًا عن المشاركة في أعمال الحج.
وتحظى كلية الملك فهد الأمنيَّة بدعم وتوجيه وإشراف مباشر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة -حفظه الله- وخصوصًا في هذه المهمة العظيمة التي تشارك فيها الكلية بهدفين رئيسين الأول مساندة القطاعات الأمنيَّة وهي الأمن العام في الجوانب المرورية ومنذ ثلاث سنوات أصبحت الكلية تساند أيْضًا قطاع المباحث العامَّة.
والبعد الآخر هو التدريب، ومشاركة الكلية
في مهمة الحج ستبقى بإذن الله ما بقيت الكلية، إِذْ تحاول الكلية أن ترتبط نظرياتها بالتطبيق.
- ماذا عن مشاركة كلية الملك فهد الأمنيَّة في موسم حج هذا العام؟
إنفاذًا لتوجيهات وزير الداخليَّة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تشارك كلية الملك فهد الأمنيَّة في مهمة حج هذا العام كقوة مساندة للمديرية العامَّة للأمن العام في أعماله الأمنيَّة والمرورية كما تسهم الكلية في مشاركة المديرية العامَّة للمباحث العامَّة. فيما تقدم الوحدات الطّبية بالكلية في تقديم خدماتها الصحيَّة والعلاجية والوقائية لمنسوبي الكلية في الحج، ومباشرة الحالات الطارئة لضيوف الرحمن خلال موسم الحج، إِذْ تَمَّ تجهيز طاقم طبي من مختلف التخصصات، ويبلغ إجمالي عدد المشاركين من ضباط الكلية والأمنيَّة وأفرادها وطلابها وأعضاء هيئة التدريس وغيرهم، ما يقارب 3290 مشارك.
- ما المعايير التي يتم الاعتماد عليها لوضع خطة المشاركة في موسم الحج؟ وهل تؤخذ الأحداث التي تعيشها المنطقة في عين الاعتبار بالنسبة للكلية الأمنيَّة؟
يتوافد إلى المشاعر المقدسة هذا الموسم، أكثر من مليوني حاج من مختلف الجنسيات، لأداء فريضة الحج، والمملكة بمختلف جهاتها الحكوميَّة، تتخذ كافة الاحتياطات، وتضع الخطط الأنسب لإنجاح موسم الحج.
والكلية كواحدة من منظومة العمل في الحج تضع خططها السنوية للمشاركة وفق المستجدات وفي إطار الخطط الإستراتيجية التي تصوغها لجنة الحج العليا.
ونحن بالنسبة لنا في كلية الملك فهد الأمنيَّة، نستمد توجيهاتنا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخليَّة، ونضع خطة مشاركتنا بناءً على توجيهاته وموافقته.
- ما مهام طلبة الكلية خلال مشاركتهم في موسم الحج؟
يتم توزيع طلبة الكلية بين قطاعي الأمن العام والمباحث العامَّة، كما يتولى ضباط أمن المستقبل الخطة المرورية المُعدة مسبقًا في أهم ثلاثة طرق رئيسة بمشعر منى.
ووزعت قيادة مهمة الحج بكلية الملك فهد الأمنيَّة، كذلك الطلبة المتخصصون في اللغات والترجمة، على جميع المراكز والنقاط المرورية للتعامل مع الحجاج غير الناطقين باللغة العربيَّة، إِذْ يتقن طلاب الكلية عددًا من اللغات منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والفارسية، كما يسهم طلبة الكلية في تقديم خدمات الإرشاد والتَّوجيه لضيوف الرحمن عن طريق خرائط معتمدة وجولات ميدانية مسبقة على جميع مناطق وطرق مشعر منى.
وشخصيًّا تعدّ مشاركة طالب الكلية في مهمة الحج هي تجربة ثرية لضابط أمن المستقبل حيث سيواجه ويتعامل مع العديد من الثقافات والجنسيات المتنوعة، ومهمة الحج هي تطبيق عملي للجوانب النظرية التي تعلمها الطالب داخل حرم الكلية في مواد المرور والدفاع المدني والإسعافات الأولية وغيرها من علوم أمنيَّة.
- كيف تَمَّ إعداد طلبة كلية الملك فهد الأمنيَّة للمشاركة في موسم الحج لهذا العام؟
بالإضافة إلى التدريب العلمي والعملي الذي يتلقاه الطلبة بشكل مستمر، على يد خيرة رجال الأمن والأكاديميين من منسوبي الكلية الأمنيَّة ومن خارجها، إلا أن مشاركة منسوبي الكلية ومن بينهم ضباط المستقبل، سبقتها مجموعة من البرامج وورش العمل والفعاليات، للتأكَّد من جاهزية جميع منسوبي الكلية الأمنيَّة، وليس فقط طلابها، إِذْ أقيمت هذا العام عدد من الندوات والمحاضرات في الكلية، ولم تقتصر الندوة التي عقدتها الكلية الأمنيَّة قبيل انطلاق مشاركتها في موسم الحج، تحت عنوان «المشاركة في الحج مسؤولية وأمانة» على الجانب الأمني فقط، إِذْ شملت محاور أخرى من بينها المحور الشرعي والوقاية والسَّلامة.
كما نفذ أيْضًا جميع منسوبي الكلية برنامج «المسير الطويل»، الذي يهدف إلى رفع مستوى اللياقة لدى منسوبي الكلية، والتأكَّد من جاهزيتهم البدنية.
- ما أبرز توصياتكم التي اعتدتم توجيهها لقيادات كلية الملك فهد الأمنيَّة؟
قيادات الكلية الأمنيَّة، تمتلك من الخبرة والأهلية والقدرة ما يكفي للتعامل مع مختلف الظروف والمواقف، ولها تاريخ مشرف من حيث المشاركة في مواسم الحج، لكني من باب التذكير، أؤكد على جميع القيادات مشاركة العاملين في الميدان وتشجيعهم وحثّهم على بذل المزيد من الجهد الفاعل والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن، ورفع الحس الأمني لدى المشاركين وحثّهم على التفاعل.
- لم يسبق تسجيل أخطاء تذكر على منسوبي كلية الملك فهد الأمنيَّة، خلال المشاركات السابقة في مواسم الحج الماضية، هل يعود ذلك إلى اتباع نهج صارم خلال المشاركة؟
الصرامة والانضباط عنوان العمل العسكري، لكن أعتقد أن هناك أسبابًا أخرى، كالمتابعة غير المنقطعة لكل الفرق المشاركة، من قبل المشرفين وقادة الفرق، وتسخير الإمكانات البشرية والتقنية وغيرها، لضمان حل أيّ مشكلة قد تواجهنا في الميدان في حينه ووقته، فضلاً عن كون خطة المشاركة تتَضمَّن ما يمكن وصفه بخطة الطوارئ، وهي خطة يتم خلال إعدادها وضع تصور عن كل ما يمكن أن يواجهنا من متاعب أو مشكلات، وبالتالي نضع مسبقًا الحلول الكفيلة بالقضاء على المشكلة.
- هل يمكن إعطاء نبذة عن مهام مركز محمد بن نايف الطّبي؟
يتولى مركز محمد بن نايف الطّبي تقديم الخدمات الطّبية اللازمة لجميع منسوبي الكلية المشاركين في المهمة في مواقعهم، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع حالات الطوارئ التي قد يتعرض لها أيّ من المشاركين أثناء المهمة، وتوفير الاحتياطات الطّبية والإسعافات اللازمة لمواجهة الحالات الطارئة في حال حدوثها لا قدر الله.
كما يتولى إعداد جدول مناوبات يومي للمرور على المراكز المحددة بما لا يقل عن فترتين في اليوم (صباحية ومسائية)، وإجراء اللازم حيال تحسين الأداء في مجال الخدمات الطّبية أثناء مهمة الحج، بالإضافة إلى التعقيب على النواحي الصحيَّة والتأكَّد من سلامة الإعاشة والمياه، ويتولى مركز الأمير محمد بن نايف الطّبي كذلك مهام أخرى تدخل في نطاق الطب الوقائي، من بينها تحصين جميع المشاركين بالحج ضد الحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية، ويقوم المركز بالتنسيق مع وزارة الصحة في مجال القضاء على الأوبئة التي قد تنتشر في الحج لا سمح الله.