لعل المفهوم السائد لدى المجتمعات للحرس الوطني هو الجنود التي تدافع عن البلاد وتحقق أمنها، وينتشر أفراده في المنشآت الوطنية والوزارات ومقر السفارات لإجراءات أمنية، الحرس الوطني قوة عسكرية مسلحة تتولى الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي للوطن والدفاع عن مقدساته ومكتسباته الحضارية مع القوات المسلحة الأخرى.
هذا في المفهوم المحدود للحرس الوطني، لكنه في حقيقة الأمر يحمل معاني ومهام أخرى أنيطت بالحرس منذ زمن طويل ولعل أهم هذه الشؤون هو أهم مهرجان في البلاد وفي العالم كذلك إذ هو قبلة المفكرين والسياسيين والمثقفين مهرجان الجنادرية، الذي تحول من خلاله الحرس الوطني إلى حارس للثقافة والتراث، ينظم الفعاليات، ويعتني بالضيوف من لحظة وصولهم إلى تنقلهم بين الفعاليات إلى لحظة مغادرتهم إلى ديارهم، وكذلك يكرم المبدعين من أهل الوطن كان من آخر من أود ذكرهم هنا المبدعة د. ثريا عبيد التي قلدها وسام الملك عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين معالي وزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي استقبل ضيوف المهرجان في دورته هذا العام مرحبا بهم ناقلا لهم تحية مليكنا حفظه الله.
فقد نهج الحرس الوطني نهج مؤسس البلاد في استقطاب العقول والمستشرقين والمفكرين خلال مهرجان الجنادرية الذي يقيمه ويشرف عليه سنوياً والذي ذاع صيته في أنحاء المعمورة حيث عمد إلى استقطاب أنصار الرأي والرأي الآخر، الذين لا يغادرون المملكة إلا وقد حملوا ما حملوه نتيجة ما لحظوه وعاشوه.
ولعل هذا المهرجان إذ يذكر تحضر معه ذكرى الأديب عبدالعزيز التويجري الذي انتقل الرياض من بلدته المجمعة ليعمل وكيلا لرئيس الحرس الوطني وقد كان له الحضور المهم فيه وترك بعد رحيله رحمه الله الذكرى العطرة لدى زوار المهرجان.
إن هذا المهرجان لغرس من ثمار خادم الحرمين الشريفين منذ أكثر من 30 سنة وهو امتداد لفكره في الحوار والثقافة.
وجهد عظيم لهؤلاء الذين هم حرس للوطن وثقافته، ولعلي لست من هؤلاء البارعين في معرفة الرتب العسكرية، لكني وبطبيعة الاحتكاك بهم في مجالات عديدة عرفت إنسانيتهم إلى جانب تأدية دورهم الوظيفي، وانتمائهم الحقيقي لوطنهم.
حمى الله هذا الوطن وأهله وسدد خطى أبنائه على نهج الملك المؤسس والموحد، وجعله عصراً ذهبياً تزهو به البلاد وتفتخر.