لا شك أنّ هناك ضرورة حتمية لمواجهة الواقع المؤلم الذي يعيشه العالم الإسلامي اليوم، ومحاولة إجراء عمليات سريعة لحل المشكلات قبل استفحال الأمر.
فنحن أمام أعداء في الداخل والخارج يتربّصون بنا الدوائر ويسعون لاستغلال المشكلات للتسلل إلى صفوفنا وضربنا من الداخل، وقد تبنّى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - مبدأ الحوار وفتح الباب أمام الشباب لتقرير مصير أمته.
واعلم ؛ أن الاستعمار الغربي عمل على إفقار الشعوب العربية واستغل ثرواتها أبشع استغلال، وحاول فرض هيمنته على معظم الدول العربية، وانحاز كلياً إلى العدو الإسرائيلي.
و لذا ، فإن من الأهمية بمكان دراسة جميع السلبيات التي تهدد الأمة، والاختلافات العقائدية والفقهية التي تدور حول «الوسطية» ومفهومها الحقيقي، لكي يكون هناك منظور واضح وواقعي يوحّد أبناء الأمة ويقطع الطريق على من يخططون لضربها من الداخل.
وأرى إعطاء الشباب صورة متقدمة في هذا العصر المتقدم العلمي، يشعره بالثقة في قياداته وحكامه وعلمائه وعقيدته.
والعالم الإسلامي اليوم يتعرّض لأشرس حملة عدائية في داخل المنطقة وخارجها، فأعداء الداخل أشد ضراوة وقسوة من أعداء الخارج، وهم يعملون على ضرب الأمة وتمزيقها وزرع الفتنة بين أبنائها، لأنهم يحملون أحقاداً تاريخية، ويتطلّعون إلى تحقيق مشروع باطني يرمي إلى بسط نفوذهم في المنطقة من خلال الدسائس والمكائد الباطنية التي درجوا عليها منذ أقدم عصور التاريخ.
وإذا كانت إسرائيل هي العدو الأول للعالم العربي والإسلامي، خاصة أنها تستند في وجودها إلى قوى غربية ودولية في امتلاك أسباب القوى والدعم المادي والسياسي، فإنّ هناك من يمد يد العون لإسرائيل ومساعدتها في تحقيق أهدافها من خلال «الحركات الباطنية» الجديدة التي تتسلل إلى كل بلد عربي وإسلامي، لتعمل على إثارة الأحقاد وزرع الفتن وبعث الصراع الطائفي، لإضعاف قوى الأمة وتوهين إمكاناتها الدفاعية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
لقد عمل الاستعمار الغربي على إفقار الشعوب العربية واستغل ثرواتها أبشع استغلال وحاول فرض هيمنته على معظم الدول العربية، وانحاز كلياً إلى العدو الإسرائيلي، وهذه أهم أسباب ثورة الشعوب العربية على بعض الأنظمة لأنّ الأرض أصبحت خصبة لهذه الثورات، ولأنّ الاستكانة للواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة حرّك مشاعر الشباب ودفعهم إلى رفض هذا الواقع بكل أشكاله.
هذه الثورات العربية المتتابعة أكدت أنّ الأمة تواجه تحديات كثيرة، وأنها تمر بمخاض كبير ترسم فيه معالم مستقبلها وتحدد أبعاد كيانها السياسي والديني والاقتصادي.
كان العامل الديني مؤثراً كبيراً في مجريات الأمور، سواء على مستوى انحياز الغرب دينياً إلى الأساطير الإسرائيلية، أو إلى محاولة التسلل الفارسي إلى الدول العربية لتحريض الأقليات الشيعية ضد أهلها وأوطانها، خدمة للمشروع الفارسي، وهنا يبرز دور العلماء وتترتب عليه مسؤوليات كبرى في مواجهة ما تتعرّض له الأمة من أخطار.
لقد رأينا ما حدث في العراق من مجازر لعب فيها الصراع السنّي والشيعي دوراً كبيراً، كذلك ما يحدث في بعض الدول العربية الآن مثل سوريا ومصر .
لابد أن ندرس جميع السلبيات التي تهدد الأمة، والاختلافات العقائدية والفقهية التي تدور حول «الوسطية» ومفهومها الحقيقي، لكي يكون هناك منظور واضح وواقعي يوحّد أبناء الأمة ويقطع الطريق على من يخططون لضربها من الداخل.
لا بد من دراسة أحوال الثورات العربية، ودراسة مظاهر الضعف والقوة في كل ثورة، وكيف نقود شعوبنا إلى التوحُّد في عقيدتهم، لأنّ الخلاف يباعد بينهم ويضعف صفوفهم، ودور العلماء دراسة هذه الأوضاع، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
لابد أن نبدأ بالأولويات، وأن نترك الجدل حول أمور لا ترتفع إلى مستوى الخطر الذي يهدد الأمة.
لابد أن نعطي الشباب صورة متقدمة في هذا العصر المتقدم العلمي، تشعره بالثقة في قياداته، وفي حكامه، وفي علمائه، وفي عقيدته، لا نستطيع كبت مشاعر الشباب لفترة طويلة، وعلينا أن نقدم لهم الإسلام في صورته الحقيقية، وليس على الصورة التي هو عليها اليوم.
أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يحفظ وحدتنا وتلاحمنا مع قيادتنا ويردّ عنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين والحمد لله رب العالمين .