تعليقاً عما طرح في جريدة الجزيرة يوم الخميس 27 ذي القعدة 1434هـ العدد 14980 وما سبقه في الأيام الثلاثة عن الشيخ حمد بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله-.
فأقول: تعجز الأقلام أن تفي في حق هذا الرجل، إنه أب الجميع الشيخ الوجيه حمد بن عبدالمحسن التويجري نعم إنه حمد الرجل الصادق مع ربه، المتّبع لنبيه، الوافي لولاة أمره ومواطنيه، فلقد عرفته عن قرب برفقة والدي الشيخ صالح بن عبدالله العطيشان -رحمه الله- حيث كانوا إخواناً متحابين. فعن الشيخ حمد كان من الأوائل الذين تشرفوا بخدمة وطنهم حيث كان يولي إليه الملك عبدالعزيز المهام الكبيرة وكان يرافق جلالته دائماً حيث كان نعم البطانة. ومن القصص التي تدل على نقاء سريرته أن الملك عبدالعزيز -رحمة الله عليه- في إحدى زياراته لبريدة آنذاك وأثناء الرحلة تاهوا في الطريق فغضب الملك عبدالعزيز واضطروا أن يبيتوا في مكانهم وعند الصباح إذا هم يرون أمامهم خيمة صغيرة وإذا بها رجل عجوز وامرأته تبدو عليهم الحاجة وإذا بالشيخ حمد التويجري يقترب من الملك عبدالعزيز ويقول له أنت محظوظ يا الإمام. قال: بماذا؟ قال: أراد الله أن تبيت أمام هؤلاء لتعطيهم مما أعطاك الله فسر ذلك الإمام.
ومن محاسنه أيضاً أنه عندما يفوضه الملك عبدالعزيز لأمراء المناطق أو شيوخ البوادي أو عامة الناس فإنه يجلب الى الملك عبدالعزيز أطيب القول مما سمعه ويتغاضى عن غيره ليربط قلب الراعي بالرعية وهذه من صفاته الكريمة. أيضاً على الرغم من مشاغله كان رحيماً بالأطفال حيث كان يرافقه دائما أحد أحفاده. وقد ذهبت معه برفقة والدي ومجموعة من أهالي المنطقة أذكر منهم الشيخ إبراهيم الراشد الحميد والشيخ عبدالله العجاجي عندما لبوا دعوة أخيه معالي الشيخ عبدالعزيز العبدالمحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني في المجمعة حيث كان وقتها قد امتلأ السد من الأمطار أعادها الله علينا بالخير والبركات وكان ذلك في مطلع القرن الهجري الرابع عشر. -رحم الله الجميع-.
كان الشيخ حمد قد اختار سكناً له في بريدة في حي متواضع من أجل أن يلتمس الضعفاء ويمد لهم يد العون وكذلك في مزرعته في قصيبا. وكان لا يبالي في قول كلمة الحق ولا يرد سائلاً ولا يبخل بوجاهته وأمثاله كثير من الذين منّ الله عليهم. وقد خلّف أبناءً صالحين ساروا على نهجه، رحم الله الفقيد حيث رحل وبقيت ذكراه العطرة.