سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت مقال الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري بجريدة الجزيرة - آفاق إسلامية بتاريخ 28-11-1434هـ العدد 14981 بعنوان: (الحج بين الإفراط والتفريط). فوجدته كلاماً مختصراً وجميلاً جداً. ولا يخفى أنه في هذه الآونة يوجد بعض الناس من يتهاون في أداء نسكه مع كامل الاستطاعة البدنية والمالية، وهذا أمر خطير جداً لأن الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة والتهاون فيه يعود على صاحبه بالإثم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعجّلوا بالحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) أخرجه أحمد والبيهقي وحسَّنه الألباني.
وللأسف الشديد أن من يتثاقل أداء هذه الفريضة ويلتمس له العذر وهي فريضة لا تجب في العمر سوى مرة واحدة لذا نقول للمتهاونين والمفرّطين اتقوا الله وأدوا فرضكم قبل أن تلقوا ربكم.
أما الصنف الثاني الذي أشار له الكاتب في مقاله لمن يتفاخر ويتباهى بكثرة مرات الحج وقد يرتكب محظوراً من أجل أن يصل لهذه الفريضة فنقول: إن الواجب على المسلم أن يكون على علم وبصيرة وأن يحسن التجارة مع الله فإن هناك عبادات كثيرة يستطيع الإنسان عملها وينتج عنها نفع كبير للأمة دون أن يترتب عليها مضايقة أحد أو ارتكاب محظور من أجل الوصول لمكة مثل نوافل الصدقة كالإنفاق على الفقراء وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومساعدة من يرغب في الحج وهو لا يستطيع.
وقد ذكر ابن مفلح - رحمه الله- أن الإمام أحمد سُئل أيحج نفلاً أم يصل قرابته؟ قال إن كانوا محتاجين يصلهم أحب إليَّ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست واجبة وأما إن كان له محاويج فالصدقة عليهم أفضل.
وخاصة هذه الأيام ومع كثرة المشاريع المباركة للحرم فينبغي علينا التعاون مع ولاة الأمر وفهم توجيهاتهم والتقيد بها وأن نتعاون على البر والتقوى، وينبغي على الدعاة والخطباء توضيح هذه الأمور وبيانها للناس وإعطاء الفرصة لغيرهم ليتمكنوا من أداء نسكهم على الوجه المطلوب. نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والسداد.