تلبية لرسالة وصلت إلى (البنك المركزي الهندي) من حكيم يعيش في إحدى القرى، من المفترض أن هيئة الآثار الهندية بدأت منذ ليلة البارحة عمليات (الحفر والتنقيب)، بحثاً عن كنز دفين تحت قصر في قرية (دونديا كهيرا) بولاية (اوتار براديس) شمال الهند، تحقيقاً لرؤية الحكيم في المنام والذي قال: (رأيت فيما يرى النائم عن وجود كنز في بلدتنا، والرأي الأتم لكم)!.
الكنز (الحُلم) وصفه بأنه عبارة عن ذهب خالص، مدفون أسفل (القصر) منذ القرن (التاسع عشر)، ويزن (ألف طن)، وتقدر قيمته بنحو (أربعين بليون دولار)، مما سيخرج الهند من أزمتها الاقتصادية، وبحسب (رويترز) فإن فريقاً متخصصاً في التنقيب والبحث والحفر بدأ أعماله (أمس الجمعة) وسط اهتمام رسمي وشعبي كبيرين (بما رآه الحكيم في منامه)!.
أنا شخصياً أتمنى أن يجد الفريق الذهب بالفعل، وأن تتحقق أحلام أهل هذه القرية، وتصدق رؤيا (الحكيم)، وعلى رأي شاعر الحب العربي قيس بن الملوح: (تحدثني الأحلام أني أراكمُ، فيا ليت أحلام المنام يقينُ)، ولكن الواقع يؤكد أن عالم النوم لا يحقق شيئاً، ولكنها واحدة من المرات القلائل التي يتحول فيها حلم (النوم) لشخص واحد، إلى أحلام يقظة (لسكان قرية بأكملها)، كي يعيش الناس (سعداء) لبعض الوقت، والعاقبة لنا بالمسرات!.
لا يجب أن نضحك أو نسخر من إتباع الناس (لحُلم الحكيم) في تلك القرية للبحث عن حلم الذهب، فالواقع يقول: إن ما تقوم به معظم الوزارات والمصالح في عالمنا العربي، ما هو إلا نتاج (أحلام بعض المسئولين) التي يتفانى من حولهم لتحقيقها، فلو قال الوزير أو المسئول: رأيت فيما يرى النائم أنه لم يعد هناك (بطالة) في البلد، لأصبحت نسبة البطالة (1 %) دون الحاجة لمفسر أحلام، وطلب من الوزير في اليوم التالي التوقيع على قرار تعيين هذا (الواحد في المائة) ليحتفل الجميع باختفاء البطالة نهائياً!.
لذا نسأل الله ألا يحلم (كل المسئولين) أثناء نومهم، لأن في ذلك إرهاقًا لواقعنا، مع تمنياتنا لكل المسئولين (بنوم مريح) بعدياً عن المنغصات!.
وعلى دروب الخير نلتقي..