انتظرت المرأة السعودية طويلا ًجداً، وصبرت كما كانت دائماً تنتظر الفرج! هذه المرة كانت تتطلع للتقدم التقني والتكنولوجي!، لعل السائق الآلي - الريبوت - أو الريموت - يصل، هذا السائق الذي لا يمرض ولا يتعب، ولا يسافر، ولا تتعقد فيزته، ولا يكلف، ولا ينشغل، ولا ينام، ولا ينم ولا يأكل ولا يشرب، بلا صوت ولا لون، ولا رائحة، لعل وعسى ان يحل لها مشكلة حقوقية بسيطة تتمثل في حقها بالحركة والتنقل..!
ورغم أن معامل التطوير العالمي تحاول سد الفارق الزمني والحضاري الضخم الذي يفصل بين الحياة البدائية بوسائلها الفقيرة وحياة المدنية، سد العجز بين الوعي والواقع، بين المنع الضيق والحقوق الطبيعية المكتسبة، وبين التلقائية، وتعقيدات عادات وتقاليد مخلوطة بفهم وحيد قاصر.
أو لنقل من الصورة الأشم،حيث المسافة الشاسعة والفاصلة بين الأمم المتحركة والمنتجة والعاملة من جهة وبين الأمم المستهلكة والعالقة في تناقضاتها من جهة أخرى، لكنها أيضاً لا تتوقف عن محاولة عسف كل ما حولها والمزيد من الاعتراض.
انتظرت المرأة السعودية كثيراً، وطال انتظارها لدخول التقنيات الذكية الجديدة في وسائل النقل والتنقل، لكي تخلق تلك “الكبسولة” التي يمكن ان تنقلها من بيتها لعملها وللمدرسة أو المستشفى دون ان تحتاج لقيادة السيارة!
أو في مستوى أقل تقدما ان تتطور سيارة المستقبل وتصبح مصفحة وبلا نوافذ - طبعاً - ويقودها سائقها، سائقها الآلي طبعاً، الذي لا يسمع ولا يتكلم ولا يتحرش ولا يختلي!
أي حل مشابه سيكون مقبولاً، الأهم ألا تسوق المرأة السعودية، لا تسوق ابداً، حتى الدابة! والغرب - الكافر - قادر على خلق البديل، غير السيارات الحديثة والمتطورة بكل وسائل السلامة والراحة والأمن، المهم أن لا تنتقل المرأة من المرتبة الخلفية أو حتى الأمامية الجانبية، إلى مرتبة السائق، لأن في ذلك أضراراً صحية لمبايضها. ومخاطر أكثر كما قالوا!
سبق لشركة جنرال موتورز أن طرحت سيارة المستقبل، وتتضمن مكونات متصلة الكترونياً بدلاً من الأجزاء الميكانيكية، وهذه الدابة الجديدة - يا قوم - هي جزء من نتاج أبحاث لتطوير سيارات ملائمة تعمل على خلايا الوقود، ولا تحدها قيود السيارة التقليدية، مركبة مؤلفة من جزءين فقط. يتم التحكم بالمكابح وعجلة القيادة وجهاز التسارع إلكترونياً من خلال النبضات الكهربائية. لكن - للأسف - السيارة المتطورة هذه تحتاج إلى من يقودها جزئياً! ثم علينا الاختيار بين هذا الوقود، بحيث لا يبقى النفط سلعة أساسية أو قيادة المرأة؟!
شركة فورد سبق ان طورت ثلاثة نماذج تستخدم الكاميرات والمجسات والبيانات الرياضية لاستكشاف الطريق وتنبيه السائق إلى المخاطر بتحذيرات صوتية وعرض إشارات تنبيه. عوضاً عن القدرة على تلقي الأوامر الصوتية مباشرة لإدارة خدمات السيارة المختلفة بغض النظر أكان الصوت ذكوريا جهورياً أو أنثوياً ناعماً، والمفترض ان هذه الشركة - تخجل - أمام ثباتنا على آرائنا وتجعل هذا النوع من السيارات يستجيب للصوت الرجولي الأجش الخشن فقط!
وتذهب شركة “تويوتا” اليابانية وشركة “سوني” إلى توفير سيارة (دابة صناعية) - يمكنها الابتسام والعبوس والصراخ فضلاً عن قياس ضغط السائق ومعدل إفرازه للعرق! احذروا السيارات اليابانية ستتجسس على محارمكم؟
ما العمل...؟!
قيادة السيارة اليوم (لا تختلف عن البلاستيشن!) - وبعض التطور في الطريق، ومن خلال أجهزة استشعار ستقوم السيارة باستكشاف الحالة المزاجية للسائق (لكنها لن تستطيع كشف مزاجي الآن وأنا اكتب هذا المقال) - عموما بدأت سيارات فعلاً بإعطاء نصائح أثناء القيادة. عبر بيانات مسجلة لأسلوب قيادة سائق خبير، كما تخفف من توتر قائدها بموسيقى هادئة،كما أنها تتذكر ما يفضله من موسيقى وبرامج التلفزيون.. بل وكما يحدث الآن تحديد الاتجاهات ومعرفة أقرب مركز للشرطة أو محطة للوقود أو مسجد.. الخ... من خلال اتصال مباشر بالأقمار الصناعية وشبكات المعلومات والإنترنت!
أقمار صناعية.. وبث مباشر.. ودش.. وإنترنت مرة أخرى؟
نعم تلك التي كانت يوما ما “حراما” وأصبحت “حلالا”..!
ستقود المرأة سيارتها قريباً في شوارع بلادي.. حيث لا يوجد اصلاً ما يمنع أن تقود دابتها..اقصد سيارتها..نعم ستقود.