فاصلة
((الحرية هي السيطرة التي نتمتع بها على أنفسنا))
- حكمة هولندية -
متى تشعر بأنك إنسان ؟
هذا سؤال جدير بالتأمل، لأن البعض يعتقد أن ممارسات السلوكيات الإنسانية هي التي تجعلك إنسانا.
فأنت ملتزم بواجباتك الدينية كالصلاة وتحرص على أن تتصدق من مالك لمساعدة المحتاجين وان تشارك في كل الأفكار التطوعية لمساندة الفقراء والمنكوبين.
لكن قلبك لا يأسى لطفل يتيم أو أم مكلومة لأنك لا تعرف أياً من السلوك تمارسه مع نماذج لا تحتاج إلى مالك اقصد صدقتك!!
أنت تقرأ سورة الكهف في كل يوم جمعة لكنك لا تتوانى عن إيذاء قريب لك بكلمة أو موقف !!
أنت حرصت على صيام العشر من ذي الحجة لكنك لا تذكر كم مرة آذيت الآخرين أو تعمدت مضايقتهم فقط لأن مزاجك سيئ.
مؤسف أن تحصر الإنسانية في أداء الواجبات الدينية لأننا بذلك نؤدي تلك الواجبات المقدسة دون استشعار لقيمتها.
على سبيل المثال عندما أمرنا الله بالصدقة فذلك ليس لتقينا من المصائب، الأولى أن نستشعر حاجة من نعطيهم إياها.
مؤسف أن نعتاد الواجبات الدينية فلا نشعر بأثرها في تفكيرنا وسلوكيات حياتنا.
فارق كبير بين أن تتصنع الإنسانية وبين أن تكون إنسانا مستشعرا لعمق إنسانيتك في التعامل برأفة مع نفسك أولا ثم مع من حولك من أفراد وطبيعة خلقها الله لترعاها وتستثمرها وليس لتستغلها.
الإنسانية استشعار للحب في دواخلنا حين نتمتع به ونمنحه لكل ما حولنا، لم تكن الإنسانية يوما واجبا نؤديه بإتقان.