مصر العروبة.. أرض الكنانة.. بلد الخير، تتجاذبها القوى في العالم، وجميعها تسعى لمصالحها السياسية والاقتصادية فقط، ولكن يبقى البلد الرزين بثقله العربي والإسلامي. ووقوف المملكة العربية السعودية مع مصر في الأزمات الصعبة لا يستغرب؛ لأنه موقف قديم متجدد. في عام 1946م زار الملك المؤسس عبد العزيز مصر، واستُقبل بحفاوة وتقدير من قادة وشعب مصر. وفي ختام الزيارة وأثناء العودة أرسل خطاباً لشعبه قال فيه: «شعبي العزيز، ليس البيان بمسعف في وصف ما لاقيت، ولكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن جيش مصر العربي هو جيشكم، وجيشكم هو جيش مصر، وحضارة مصر هي حضارتكم، وحضارتكم هي حضارة مصر، والجيشان والحضارتان جند للعرب». وبدون شك موقف المملكة ودول الخليج العربي معها ومع غيرها من الدول العربية والإسلامية ليس غريباً؛ لأن هناك من لا يريد لمصر الخير، وهو كالخنجر المسموم الذي يطعن في الظهر، وقد أكد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي - يحفظه الله - لرئيس مصر المؤقت عدلي منصور أثناء زيارته للسعودية أن مصر «في أيدٍ أمينة، وأن المصريين عودونا على تجاوز أزماتهم - بإذن الله - فقوة مصر قوة للعالم العربي». وعلاقات البلدين (مصر والسعودية) علاقات تاريخية، وروابطها قوية، لا يمكن أن تتأثر بتلك الأحداث الهامشية، وموقفها مع مصر في الأزمة الأخيرة يبرهن المواقف الواضحة، وهو رسالة ساطعة من الدول العربية خاصة دولتَي الخليج (السعودية والإمارات) للمصطادين في الماء العكر، خاصة أمريكا وغيرها، ولكن يبقى لدينا الإعلام ودوره؛ لأن الإعلام بجميع وسائله المختلفة قد ينخر في جسد الأمة الواحدة، ويفرقها؛ لذا يجب أن يكون لوزراء الإعلام في الدول العربية والإسلامية بصفة عامة دورٌ في التكاتف الأخوي، ووزيرا البلدين بصفة خاصة عليهما دور كبير.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.