ها هو موسم حج العام ألف وأربعمائة واربعة وثلاثون قد انتهى بعد أن ادى ما يقارب المليون وتسعمائة الف حاج الركن الخامس من اركان الاسلام نسأل الله لهم القبول والعودة إلى ديارهم مستبشرين بذنب مغفور وعمل متقبل مبرور اللهم آمين. يجدر هنا أن نقول: إن حكومة المملكة العربية السعودية تبذل جهودا جبارة من أجل تذليل الصعاب للحجاج ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وبدون منغصات أو كوارث لاسمح الله يقبع في مقدمة تلك الجهود الاحساس بالامن والأمان والطمأنينة مما ينعكس ايجاباً على أداء الحجيج حجهم كل ذلك بعد توفيق الله عز وجل وتصديقاً لقوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً} وقوله تعالى: {أمناً} أي وجعلناه أمناً للناس أي مكان أمن يأمن الناس فيه على دمائهم وأموالهم حتى أشجار الحرم، وحشيشه آمن من القطع. ولا يسع كل مواطن مسلم سعودي في هذا المقام إلا أن يتوجه بالشكر العميق والجزيل لرجال الأمن البواسل الذين ساعدوا بعد الله في استتباب الأمن طيلة ايام الحج. كل ما ذكرته في مقدمة مقالي الهدف منه لأتطرق إلى موضوع على صلة وثيقة بأمر الحج هذا العام وقد شدد في إقراره وتطبيقه عما هو في سابق الأعوام وكثر فيه الجدل والنقاش ما بين مؤيد ومعارض الا وهو تصريح الحج الذي أقرته إمارة منطقة مكة المكرمة حيث أوجدت حملة شعارها لا حج بدون تصريح وهو امر أقره ولي الأمر لذا وجب على الجميع احترامه والعمل به لأن الهدف منه واضح وهو الحد من تسرب العمالة الوافدة التي بمجرد أن ترمي بلباس الحج تتسلل إلى باقي مناطق المملكة للعمل بدون قيود أو شروط بل بطرق مخالفة لأنظمة وقوانين العمل في المملكة العربية السعودية ولو حصل هذا الشيء لضاعت وذهبت سدى جهود وزارة العمل بالتعاون مع الجوازات في حملتها لتصحيح وضع العمالة الوافدة التي أفرحتنا جميعا وأثلجت صدورنا ورسمت الابتسامة على شفاهنا جميعا، فلم يعد هنالك تهاون في انظمة البلد أو قوانينها وأصبح اقتصاد البلد وأمنه بالدرجة الاولى هو المحك الذي نبحث عنه ونتطلع اليه وهو ما اصابه خلل في السنوات الماضية تسببه على مستوى جنسات مختلفة بعد أن فتحت المملكة العربية السعودية ذراعيها لاحتواء الوافد الاجنبي للعمل فيها الا أن هنالك للأسف ضعاف نفوس ممن تهاون بأنظمتها وقوانينها وترك الحبل على الغارب وهو كما ذكرت مسبقاً له أبعاد اقتصادية وأمنية لا تحمد عقباها. من هذا المنطلق وجب على كل سعودي أن يحب بهذه الفكرة ويؤيدها ويقف لها ومعها للحد من تسلل العمالة الاجنبية الى بلدنا.