إصدار جديد للمكتبة العربيَّة
التصنيف: سيرة ذاتية ومسيرة وطنيَّة حافلة بالقيم والتجارب والذكريات
المؤلِّف: ناصر بن محمد بن شلان العجمي
** من المقتطفات المؤثِّرة والمعبِّرة، التي وصف بها المؤلِّف محتويات سيرته الذاتية وقواعد منهجه في حياته الأخلاقيَّة والفكريَّة والعلميَّة والاجتماعيَّة، العبارات التالية:
تحتوي السيرة على سبع محطات متمايزة من حيث التوقيت والمضمون والأحداث البيئيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، إلا أن الترابط والتداخل الديناميكي بين محطات السيرة جعل منها منظومة متواصلة ومتتالية.
وكثيرًا ما ينظر المؤلِّف إلى سيرته وكأنها شاحنة تنطلق من المحطة الأولى وهي لا تحمل إلا قائدها، الذي لا يملك من الموارد سوى الإيمان بالله، والنيّة الصالحة، والثقة بالنفس، وعزيمة لا تكلّ ولا تلين. وبتلك الموارد قاد شاحنته على طريق الحياة من محطة إلى أخرى، تاركًا بصماته الساطعة على كلٍّ محطة مرّ بها حتَّى انتهت به الطريق في محطة الراحة، وقد امتلأت شاحنته وزخرت حياته بكلِّ ما طابت به الحياة.
(الجادة والمطية) هو كتاب لسيرة ذاتية تستعرض قصة احداث للتحول النموذجي الشامل الذي شهدته المملكة منذ تأسيسها واكتشاف ثرواتها النفطية، كما تزجى السيرة بالتقدير والاجلال لجيل شمر عن سواعده وامتطى الصعاب في سبيل العلم، والمعرفة، إضافة إلى كونها سيرة ذاتية للمؤلف.
وإن كانت (الجادة والمطية) سيرة ذاتية لمؤلفها ناصر بن شلان العجمي، فإنَّه يعتبرها قصة نجاح لوطنه، وسيرة ذاتية لجيل جابه التحدِّيات واحترم المهنة ونافس في الأداء والاتقان في خدمة الوطن، ثمَّ تذوق حلاوة النجاح بجهوده الذاتية، سيرة جيل لم ير تباينًا بين طموحاته الشخصيَّة وخدمة مجتمعه ووطنه.
إن أفضل عبارة تصف الأحداث المدهشة والتحولات النموذجية المطردة، التي شهدتها المملكة في المجالات التعليميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والحضريَّة والسياسيَّة هي الانتقال الكلي السريع والبراءة من نمط حياة عمها الكفاف والجهل والتخلف، إلى آفاق حياة عصرية متطورة، تنعم برخاء العيش والأمن والطمأنينة.
تحولات نوعية إيجابيَّة انعكست نتائجها على الأرض وفي حياة الناس، وأشرف على إدارتها وتنفيذها الشعب السعودي الذي جابه التحدِّيات في سبيل بناء أسس الدَّوْلة الحديثة، ومن اللافت للأنظار حقًا أن تتحقق مثل هذه الإنجازات النوعية في حياة جيل واحد.
إن (الجادة والمطية) سيرة رجل أحب وطنه وجعل طريق الإخلاص جادته وتحدى الصعاب مطيته وطلب العلم والمعرفة غايته، فتحدى الفشل وتخطى الكسل وسار بمصداقية واستجابة على طريق النجاح.
تبرز السيرة بجلاء مدى إدراك صاحبها لإرثه من القيم والثوابت الأخلاقيَّة القويمة التي قيد بها نفسه وطوع بها حياته واستنبط منها قواعد لتعامله مع الآخرين ولكل ما يعترض طريقه من عوارض.
كما تبيّن السيرة نهج صاحبها الإداري القائم على وضوح الرؤية والتفكير الهادف، والتخطيط المنظم، والتنفيذ المؤقت، والمتابعة المستمرة، والمساءلة، والمقارنة بين النتائج المستهدفة والمتحققة كمعايير للنجاح وللفشل.
وتركز السيرة على مدى الترابط في العلاقة بين عوامل النجاح والفشل وبيَّن عوامل المصداقية وسرعة الاستجابة عند الإِنسان.
وعلى الرغم من أن الإنسان مزوّد بقدرات ذاتية تعينه على البقاء والنجاح في الحياة إلا أن للنجاح والفشل مؤشرات ومعايير تتناسب تناسبًا مطردًا مع مقادير المصداقية وسرعة الاستجابة عند الإِنسان، فكل ما ارتفعت مقادير المصداقية والاستجابة صعد مؤشر النجاح وانخفض مؤشر الفشل، والعكس صحيح.
عملية كثيرة الشبه بالمعادلات الرياضيَّة في النسبة والتناسب. وعندما يخطو الإنسان في طريق النجاح، ستنفتح أمامه فرص أكثر للنجاح.
ومع أن (الجادة والمطية) سيرة حافلة بالجدية والكفاح الشاق والتحدِّيات المرهقة والعصامية المتأججة، إلا أنها رغم ذلك كلّّه سيرة غنية بالمرح وحب الحياة، وتعج بأطيب العلاقات والصلات الإنسانيَّة الحميمة على جميع المستويات الاجتماعية.
والسيرة تحكي قصة رجل آمن بربه وعم الإخلاص حياته، وملأ الود قلبه وأحب لغيره ما أحب لنفسه وحافظ إلى أبعد الحدود على إدارة واستثمار وقته، وهذه سمات ما اجتمع في حياة إلا وملأتها طمأنينة وسعادة.