كثيرا ما نسمع عن الدول المتقدمة، ولكن هل سأل أحد منا نفسه: هم متقدمون في أي شيء؟؟، فهناك التقدم المادي والتقني, وهناك التقدم الأخلاقي وهناك التقدم الاجتماعي والإنساني، وقبل كل شيء التقدم الديني والعقدي، كثير من هذه الدول المسماة بالمتقدمة لا يعرفون من التقدم إلا التقدم المادي والتقني، ولكنها في الحقيقة دول متخلفة في كثير من النواحي والمجالات، فكثير منهم متخلفون اجتماعيا، فيعاني كثير منهم من التفكك الأسري وكثير منهم متخلفون أخلاقيا، ولا أدل على ذلك من السماح بزواج الشواذ عند كثير من هذه الدول، ولا حاجة أن ندلل على تخلف كثير منهم دينيا، ومع ذلك نحن نقر لهم تقدمهم المادي والتقني ليس كل شيء، عندما بعث الله تعالى نبينا «عليه الصلاة والسلام» كانت هناك دولتان قويتان، دولة فارس ودولة الروم وكان العرب أمة ممتهنة لا قيمة لها بين الأمم والشعوب، إلى أن أعزهم الله بالإسلام، وكان الفرس والروم متقدمين عليهم من الناحية المادية، ولكن تقدمهم المادي لم يمنع هزيمتهم أمام المسلمين، ولا يعني ذلك الاستهانة بالتقدم المادي والتقني فذلك من إعداد القوة التي أمرنا الله تعالى بها، ولكن لا ننس التقدم الأهم، ألا وهو تمسكنا بديننا وعقيدتنا.