اعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة أن المشاركة في مؤتمر جنيف-2 لحل النزاع هي (خيانة)، وذلك عشية وصول الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق، وفي وقت تصاعدت حدة المعارك قرب الحدود العراقية، وفي حمص وسط سوريا في حين أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن دمشق التزمت المهل المحددة وسلمت برنامجها لتدمير الأسلحة الكيميائية.
وفي بيان باسم 19 مجموعة مسلحة، تلاه مساء أول أمس السبت زعيم كتيبة (صقور الشام) أحمد عيسى الشيخ، اعتبرت هذه المجموعات قائلة إن (مؤتمر جنيف-2) لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا).
ومن الموقعين على البيان كتائب (لواء التوحيد) و(أحفاد الرسول) و(أحرار الشام) و(صقور الشام)، وهي من أبرز المجموعات المقاتلة ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
وحذر البيان من أن المؤتمر (حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا وإجهاضها)، وقال البيان إن المشاركة فيه ستعد (متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستجوب المثول أمام محاكمنا)، مؤكدة أن (أي حل لا ينهي وجود الأسد سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا. ويأتي البيان وسط جهود دولية تبذل لعقد المؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في مايو، وتسعيان من خلاله إلى جمع ممثلين للنظام والمعارضة، أملا في التوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ 31 شهرا. ولم تتضح مواقف طرفي النزاع الأساسيين النهائية من المؤتمر بعد، ففي حين يعلن النظام مشاركته من (دون شروط) يؤكد في الوقت نفسه (رفضه محاورة من يسميهم (الإرهابيين) والبحث في مصير بشار الأسد.
في المقابل يواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تباينا في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يشدد على (ثوابت) أبرزها عدم التفاوض إلا حول (انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل) الأسد. وتواصلا للتنسيق حول مؤتمر جنيف-2 يزور الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي دمشق، اليوم الاثنين، ضمن جولة إقليمية، بحسب ما أفاد مصدر حكومي سوري لوكالة فرانس برس الأحد.
وذكر المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الإبراهيمي يبدأ اليوم زيارة لدمشق للبحث في انعقاد مؤتمر جنيف-2، مشيرا إلى أن زيارته قد تستمر يومين على أن يلتقي خلالها عددا من المسؤولين السوريين.
وكان الدبلوماسي الجزائري السابق، أعلن السبت من طهران، أبرز الحلفاء الإقليميين لدمشق، أن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف-2 (ضرورية).
وشملت جولة الإبراهيمي تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ويرجح أن يتشاور في حصيلتها مع دبلوماسيين روس وأمريكيين. وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس الأحد، أن سوريا سلمت برنامج تدمير الترسانة الكيميائية في المهل المحددة.
وقالت المنظمة في بيان إنها (تؤكد أن الجمهورية العربية السورية سلمتها الخميس 24 أكتوبر الإعلان الأولي الرسمي لبرنامجها للأسلحة الكيميائية)، مؤكدة أن سوريا (التزمت بالمهلة المحددة). وأضافت المنظمة أن هذا الإعلان (يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل، ويمكن التثبت منه للأسلحة الكيميائية المعلنة، إضافة إلى منشآت الإنتاج والتجميع).
وقالت إن هذه (الخطة العامة تمت إحالتها على المجلس التنفيذي للمنظمة) التي مقرها لاهاي، والمكلفة بالإشراف على إزالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري إثر قرار دولي.
ميدانيا وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) سيطر مقاتلون أكراد على بلدة العربية الحدودية مع العراق، غداة سيطرتهم على المعبر الذي كان في أيدي مقاتلين جهاديين من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب الكردية سيطرت بشكل شبه كامل على البلدة التي دخلتها الجمعة، مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية المرتبطة بالقاعدة دعت الجهاديين للانضمام إليها في محاولة استعادة البلدة.