حذَّر مختصون وأكاديميون في الأمن الفكري والثقافي في العالمين العربي والإسلامي من بعض المواقع الإلكترونية التي تقوم بتدمير ممنهج لمفهوم المقيم الأخلاقية، وتحطيم روابط الانتماء للأسرة والمجتمع والوطن والأمة، وأكدوا خلال مشاركتهم أمس في الملتقى العلمي بعنوان (نحو استراتيجية للأمن الفكري والثقافي في العالمَيْن العربي والإسلامي)، الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مقرها بالرياض، أن شبكة الإنترنت كسرت حواجز المكان والزمان، واستُخدمت لتجنيد الشباب في التطرف والإرهاب والتجسس والدعارة والمخدرات، وكذلك تجنيد الشباب لدى المنظمات الماسونية، وإقناعهم بالإلحاد. مشيرين إلى أنه بين الإنترنت والأمن والفكر علاقة معقدة وشائكة ومعاصرة؛ تحتاج من المفكرين والباحثين إلى نظرة استراتيجية؛ لأنها ستكون من الآن فصاعداً من المؤثرات في الأمن الفكري في عالمَيْنا العربي والإسلامي.
وأوضح العقيد الدكتور عبدالله الشهري، مدير إدارة التدريب والتطوير عضو هيئة التدريس بأكاديمية نايف للأمن الوطني بوزارة الداخلية، أن المملكة لم تحارب الفكر فقط بإغلاق المواقع الإلكترونية بل حذفت الأفكار الشاذة، وواجهت الفكر الضال بالفكر الإسلامي عن طريق خطباء المساجد والدعاة والمفكرين والأسرة.
وقال الشهري إن المملكة تولي الأمن الفكري أولوية كبيرة، مشيراً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - رحمه الله - أكد أهمية مصطلح الأمن الفكري.
وأكد الشهري أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات أصبحوا يستمتعون بمنتجات الشبكة العنكبوتية، مشيراً إلى أن «الفيس بوك، والتويتر، والكيك، والوات ساب والإيميل» ستنقلنا إلى العالم الافتراضي، وهو ساحة جديدة يجب تداركها من قِبل المفكرين في العالمين العربي والإسلامي وصناع القرار والساسة ورجال الأمن.
وقال الشهري إن شبكة الإنترنت أصبحت من اشد ساحات الصراع للفكر والأيديولوجيات ونشر الأفكار ونادياً عالمياً مفتوح العضوية، يمس حالياً الأفراد والمنظمات والدول والأيديولوجيات والأفكار. مشيراً إلى أن عدد مستخدمي الشبكة حسب الإحصائيات الأخيرة أكثر من 3 مليارات مستخدم في العالم، والعدد في تزايد خلال الفترة المقبلة؛ وتأثيرها ملحوظ اقتصادياً وسياسياً وفكرياً وأمنياً واجتماعياً من هزات اقتصادية ومهاجمة بنوك وشركات كبرى وسرقة معلومات وتدليس.
من جانبه قال الدكتور وليد فارس مدير معهد العالمي للوحدة بماليزيا في ورقته: «الرؤية العالمية هي مواجهة تحديات الأمن الثقافي والفكري في العالمَيْن العربي والإسلامي. نحن ننفذ خارطة طريق، لا تنطلق من الهوية الإسلامية نتيجة الدعاية والإعلام». مشيراً إلى وجود دور لكشف الأكاذيب ومحاولة مناقشتها بشكل علمي.
وأكد الدكتور رضا عبدالسلام إبراهيم، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد والتشريعات المالية بمصر، أن تأثير العولمة تأثير مباشر، وتفرض تحديات على العالمَيْن العربي والإسلامي، وتحدد قيمه وثقافته وموروثه الفكري في المجالات الاقتصادية وغيرها. مشيراً إلى أنه ليس لدينا الآن الإمكانات لنقدم البديل.
وكشف أحد المشاركين في مداخلته أمس عن أكثر من 5 ملايين مستخدم في موقع تويتر في المملكة العربية السعودية، منهم 3 ملايين مستخدم نشط، وعلى موقع الفيس بوك 7 ملايين مستخدم.