خلال حضوري المؤتمر الذي أقيم الأسبوع الفائت في الكويت ورأس لجنته العليا الزميل الفنان عبد رب الرسول سلمان رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الجهة المنظمة للمؤتمر، بحضور نخبة متميزة من مختلف الدول العربية من المسئولين عن جمعيات ونقابات تشكيلية وكذلك من الدول غير العربية، سألني أحد الحضور الغربيين عن قصة الجهات التي تخيف الفنانين في بلادنا سماها بالشرطة الدينية، علمت أنه يقصد هيئة الأمر بالمعروف كان سؤاله نتيجة قراءته لحديث في صحيفة أجنبية مع فنان سعودي ممن يبحثون عن الإسقاطات وأسلوب الفعل ورد الفعل لكسب ود وتعاطف واستجداء تقدير الغربيين بما يقدمه من أعمال لا تتناسب مع خصوصيتنا لا مجال للحديث عنها اليوم فلنا موعد مقبل سيكون لها حيز ومساحة تكشف الكثير.
يقول هذا الغربي إن الفنان سئل عن معوقات الفن في وطنه (السعودية) فأجاب قائلاً.. إن ما يخيفه هي وزارة الثقافة وهيئة الأمر بالمعروف.. وأنه مراقب منهما حيث تتابعان كل تحركاته، انتهت الإشارة إلى ذلك القول أو التساؤل عن حقيقة تلك العبارات وتلك المؤسسات ولم أحاول الاستفسار عن أين ومتى كان ذلك الحوار فقد كانت دهشتي أكبر من البحث عن التفاصيل التي حصلت عليها لاحقاً، لقد كانت الدهشة كافية لأعود للذاكرة واسترجع عمر علاقتي بالفنون التشكيلية والمعارض على مدى أربعين عاماً لم أسمع أن وزارة الثقافة أو قبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولا من هيئة الأمر بالمعروف قد تدخلت في أي معرض أو أوقفت عرض أي نشاط تشكيلي، وإن كان هناك تدخل فهو أمر تنظيمي يتعلق بأمور تستند على أنظمة نابعة من قيم وتقاليد المملكة المستقاة من الدين الإسلامي، وهذا أمر لا يعاب، ومن يرى أنه قد تجاوز الحدود فلا النظام سيسمح له التجاوز ولا المجتمع سيتقبل الإساءة لأمرين لا ثالث لهم الدين أولاً ثم الوطن أرضاً وملك ومجتمع.
لأعود للتساؤل.. لماذا يلجأ هذا الفنان إلى الكذب وتضخيم الأمور ولماذا يطرح مثل هذا الرأي أو هذا الحديث لمجتمع لا علاقة له بنا ولا بقيمنا وتقاليدنا، إلا إذا كان يستجدي عطفهم ويجد في مثل هذا القول نوعاً من الشجاعة والبطولة الزائفة، لمجرد أنه يرضي أعداء الوطن باختلاق الأكاذيب ليجعل من نفسه معارضاً يلفت الأنظار وتمد له يد العون ويشكلون منه سلاحاً ضد دينه وأرضه ومجتمعه، ومن الغباء أن يرى هذا الشاذ فكراً وفناً أن مجتمعه لا يفقه ما يقوم به من تضليل وتمويه في أعماله. وطأ بها على ضميره أن كان حياً وأحال الإبداع إلى سهام تجاه وطنه، لنعود للتساؤل أيضا ما أهمية هذا الفنان حتى يتابع ويرصد من قبل مؤسستين لديهم ما هو أهم من خزعبلاته أن وجدت غير أنه يريد بهذا الحديث وهذا التجني لفت الأنظار.