المؤلف الشاب عبدالله بن صالح الجمعة سبق وأن صدر له كتابين هما.. عظماء بلا مدارس.. وأيتام غيروا مجرى التاريخ..
وكتابه الثالث (حكايا سعودي في أوروبا صدر عن دار (مدارك).. وهو من كتب الرحلات إذ يصف أماكن عديدة زارها الكاتب وكتب عنها ويتضمن الكتاب عدة عناوين: موعد مع السلطان عبدالحميد.. وضياع في الغابة.. والوكر.. وساعة بين المحششين.. ويوم أرستقراطي.. والرسالة المفقودة.. والعلم المقلوب.. والحمى.. وتجربة تايتانيكية.. ودموع يتيمة..
وجاء في المقدمة: كنت أحتار دائماً عندما يقترح عليّ أحدهم أن أوثق رحلاتي في أوروبا ليس لأنني لا أحار جواباً بل لأن الفكرة نشأت لدي أساساً على نحو متدرج..
ويقول المؤلف في جزء من الكتاب:
كانت الساعة تقترب من الخامسة والنصف عصراً في ستوكهولم عندما قدمت لي نادلة طبق البيتزا الذي طلبته في مطعم صغير.. وسط تلك المدينة الجميلة المنسقة والتي قضيت فيها عدة أيام مستكشفاً بنيانها البهي ومتاحفها الثرية وطبيعتها الخلابة، أضفت بعض زيت الزيتون على البتيزا الضخمة ورحت أتأمل مستمتعاً بآخر وجبة لي في تلك المدينة..
(هيييي)! ربت على كتفي شخص من الخلف وتابع: إذا كنت ستستمر في أكل هذه البيتزا حتى تنهيها فإن السفينة ستنتصف في بحر البطليق دون أن تكون على متنها.
كان ذلك إليوت وهو أحد رفقائي في الهوستل وكان يذكرني برحلتنا البحرية نحو هلسنكي والتي ستنطلق خلال أربعين دقيقة!..
يا إلهي! كيف مضى الوقت سريعاً!
إذهب وسأتبعك بعدما أدفع الحساب!
قلت له ذلك وأنا أطلب الفاتورة من النادلة وقمت بدفعها حالاً دون انتظار الباقي وسحبت قارورة الماء من طاولتي سائراً بسرعة نحو الهوستل القريب لأخذ حقيبتي قبل الاتجاه نحو السفينة..
نظرت إلى الساعة وكنت متأخراً بالفعل ورحت أركض بين جموع الناس وسط الممرات الضيقة في البلدة القديمة.