مِنْ أجل مَنْ لبسَ الفؤادُ سوادَهُ
وأقام في ساح الزمان حدادَهُ
ومضى يُسطِّر حزنَه في صمتهِ
من نبضه سكبَ الوفيُّ مِدادَهُ
سلْ عنه أوراق السنين تُجِبْكَ في
حال المُحِبِّ إذا ذكرتَ سُعَادَهُ
آهٍ على ذاك الإخاء بذرتُهُ
وأنا المؤمِّل زرعَه وحصادَهُ
حتى وقفتُ على التلال رأيتُهُ
والريح تذرو في الطريق رمادَهُ
لانتْ له زُبَرُ الجفاء فصبَّها
فأقام للندم المقيتِ عمادَهُ
طارت به ريح الملالة فامتطى
ظَهْرَ الخنا فالسرجُ باع جوادَهُ
آوت إليه السنبلاتُ الخُضْرُ في
أرضي فأطلق في الحقول جرادَهُ
نبئ صحابتَكَ الكرامَ بأنني
رجلٌ أزاح عن العتاب فؤادهُ
يقتاتني جرح الصديق وخافقي
يقتات رغم الشامتين ودادَهُ
أواه من وُدٍّ تقَلَّبَ طعمُهُ
ما عدتُ أقبلُ شربَهُ أو زادَهُ
حلوٌ إذا أرخى الزمان حباله
مُرٌّ إذا ضرب الأسى أوتادَهُ
ما كنتُ أعلم ما الدموع ونارها
حتى رأيتُ من التقيِّ فسادَهُ
دمعتْ من النكران عينٌ وانثنى
قلبٌ ينادي في اللبيب رشادَهُ
ضاعت على وتر الغناء مودتي
طوبى لمن خطم الغناء وقادَهُ
علَّقتُ في مسمار عشرتِهِ الذي
في ليلة الطرب الأصيل أبادَهُ
آن الأوان لكي أزمجر ساخراً
من طائرٍ هجرَ النسيمُ بلادَهُ
في ليلة الطرب الأصيل بريشهِ
عزف التنكرُ للورى إنشادَهُ
يُمْلي عليه الجالسون ملامهمْ
لكنَهُ يختار فيكَ عِنادَهُ