لقد اهتمت الدولة رعاها الله منذ توحيد هذا الكيان على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بأمن الوطن في جغرافية المملكة مترامية الأطراف وكان شغله الشاغل وهمه الوحيد هو أمن المواطن لأنه يرحمه الله يعرف أن المواطن إذا لم يشعر ويحس بالأمن والأمان على نفسه وأسرته فليس للجوانب الأخرى من تنميته أهمية قصوى وقد سار أبناؤه البررة على هذا النهج حتى جاء عهد خادم الحرمين الشريفين وأكمل المسيرة وسخّر الإمكانات المادية والبشرية لهذا الأمن (وقد قال حفظه الله في مناسبة: أنه يطلع على الوقائع اليومية التي تحدث في مناطق المملكة) ومن الأمور الأمنية التي تحمي المواطن بعد الله (الأمن المروري) لذا نجد الإمكانات المادية من معدات وأجهزة ومركبات وضباط وأفراد تسخر لهذا القطاع إلا أنه في الآونة الأخيرة كثرت الحوادث في المملكة سواء على الطرق السريعة أو حتى داخل المدن فبالأمس القريب وقع حادث راح ضحيته أربع فتيات وشاب بسبب تهور مستهتر قطع الإشارة الضوئية وهو في حالة غير طبيعية.
ونحن نعلم أن المرور يقوم بواجبه في وضع اللوحات التحذيرية على الطرق الطويلة والسريعة ولديه سيارات تجوب تلك الطرق كما يمنع المرور السيارات الكبيرة في فترات محددة من اليوم.
ولكن كل هذا لا يكفي ففي داخل مدينة الرياض لم نر سيارات المرور ولا حتى رجال المرور الذين كانوا يجوبون الطرقات على درجات نارية من بعد أن ظهر ساهر والذي يردع المواطنين بالمخالفات ومضاعفتها ولكن الكثير من شبابنا لا يهمهم المال أو لا يدفعون هم تلك المخالفات ولكن يدفعها آباءهم وإنما يخيفهم رجل المرور بزيه العسكري واحتمال أن يتم القبض عليهم وإيداعهم في السجن.والكثير من الشباب يمشي في الطرقات الواسعة بطريقة الغرز أو طريقة السمكه ولا يراعي إشارات المرور أو قواعد السلامة وتكون النتيجة موت محقق لإناس أبرياء يسيرون في أمان الله لا ذنب لهم فيموت ويتسبب في موت غيره.
ولو كان هذا الشاب المستهتر في إحدى الدول الأخرى كدول الخليج القريبة منا لالتزم لأنه يعلم أن لن ينقذه من السجن عم ولا خال ولا دفع غرامة؛ لأنه في هذه الدول الأخرى لا يوجد. وإنما يوجد ضباط مرور أكفاء يسيرون بسياراتهم أو على درجات نارية أو عن طريق الأقمار الصناعية ويمسكون بالمتهورين ويودعوهم السجون. أو يدفعون غرامة عقابية إضافية.
وقد كان الأمر عندنا كذلك حتى جاء نظام ساهر فعرف الشباب أن الدعوة مادية وسيدفعها الوالد فلا بأس من التهور في الشوارع غير عابثين بمن يموتون أو يصابون والمثل يقول: «من أمن العقوبة أساء الأدب» فلا أحد يردعهم من تجاوز الإشارات والسير مثل الثعبان بين السيارات حتى صار بعض الأجانب يقلدونهم أيضاً والمتضرر هو من يسير بطريقة سليمة حتى يصل بأمان.
ورجال المرور يبقون في المكاتب بالعشرات لتجديد الرخص رغم وجود الحاسب الآلي بينما الشوارع خلو منهم وأنني أرى أن ينزلوا الميدان ويجوبون الشوارع التي تخلو من تواجدهم وخاصة داخل المدينة مثل (شارع الشميسي القديم والجديد, شارع الخزان, شارع حلة الأحرار, شارع عسير, الملز, المنطقة الصناعية الأولى.. الخ) ويقبضوا على المستهترين والذين يتحدون الأنظمة والقوانين.
ولقد رأيت في بعض الدول رجال مرور برتبة عقداء يقفون في الشوارع لتنظيم المرور ويقومون بالقبض على من لا يلتزم بالإشارات ولا يعبأ بالأرواح وأيضاً يحررون المخالفات وهنا عندنا وفي مدينة الرياض لم أشاهد ضابطاً واحداً يقوم بتنظيم السير ميدانياً إنما نرى بعض الأفراد جندي أو جندي أول يقبع داخل سيارته وقد لا يحرك ساكناً وتعرقل السير والمركبات أمامه وقد يكون مشغولاً بتليفونه النقال.