في الأسابيع الماضية كنا نرحب بضيوف الرحمن.. نرحب بهم لأنهم بدؤوا يتوافدون على هذه الديار المقدسة من كل صوب وحدب.. جاؤوا جماعات وأفراداً.. ليشهدوا منافع لهم.. وليذكروا اسم الله كثيراً كما هداهم جاؤوا من أجل أداء شعيرة الحج.
نحن اليوم.. وبعد أن منَّ الله على الحجاج بأداء فريضة الحج وبعد الانتهاء من أداء النسك.. نشاهد العديد من أفواج الحجاج أخذوا يبدؤون مسيرة العودة لأهلهم وأولادهم وأوطانهم.. حامدين الله على أن منَّ عليهم ووفقهم لأداء هذه الشعيرة.. وفي الوقت ذاته.. شاكرين ومقدرين هذا البلد المضياف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وعلى رأس الجميع وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين.. شاكرين لها أعمالها وإنجازاتها.. ومشاريعها الجبارة التي نفذتها في الحرمين الشريفين وفي منطقة المشاعر هذه المشاريع التي كان لها الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في تسهيل أمور الحجاج.. ومساعدتهم على أداء نسكهم في سهولة وراحة وأمن وطمأنينة وصحة. لاشك أن المنصفين من الاخوة الحجاج.. عندما يعودون إلى بلادهم وأهليهم.. سينقلون لهم الصورة الحقيقية لما شاهدوه من إنجازات.. وما استخدموه من طرق سهلة معبدة ومضاءة.. وطرق مشاة مسقوفة.. وذلك بهدف حماية المشاة من ضربات الشمس.. سيتحدثون بكل صدق.. عن التجهيزات الأساسية التي وضعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين.. في خدمتهم.. ومن وسائل اتصال حديثة. وفي الوقت الذي نشاهد فيه بعض الحجاج وهم يبدؤون رحلة العودة.. فإننا نود في ذات الوقت أن نذكر الاخوة الحجاج الآخرين بأن الغاية النبيلة التي جاؤوا من أجلها قد انتهت والحمد لله.. وما دام أن الحج قد انتهى فإنه يجدر بكل إنسان جاء من أجل هذه الغاية أن يتكل على الله ويعمل على سرعة عودته إلى وطنه.. فأسرته في شوق إليه وعليه أن يبادر بالعودة دون إبطاء كما يسرنا في ذات الوقت ايضا أن نذكر الجميع بما صدر من تعليمات من حكومة خادم الحرمين الشريفين تقضي بسرعة المغادرة.. وعدم البقاء في البلاد إلا بالطرق النظامية التي حددتها تعليمات الإقامة.
والأخ المواطن لا يجب أن نغفل أو ننسى دوره في هذا الشأن.. لهذا نذكره والذكرى تنفع المؤمنين.. نذكره بأن الواجب الوطني والحس الوطني. والشعور بالانتماء لهذا الوطن جميعا تفرض عليه أن يكون عونا للدولة في تنفيذ تعليماتها.. وعدم إفساح المجال لأي شخص كائن من كان يريد البقاء في البلاد بطرق غير مشروعة.. لما في ذلك من حماية لأمن الوطن ومصلحة المواطن.. فالتعليمات تحذر من إيواء أي شخص.. أو التستر عليه.. أو تشغيله بأجر وبدون أجر.
فكن أخي المواطن رجل أمن.. وعيناً مبصرة ترى ما هو صالح للوطن وتحافظ عليه. أيها الحاج الكريم:
أنت تعرف في قرارة نفسك أنك حضرت لهذه الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.. ولم تأت للعمل فاحرص على إخلاص نيتك للهدف النبيل الذي جئت من أجله.
وتذكر ما جاء في الحديث - ما معناه - فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله.. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. تذكر أهلك وزوجك وولدك.. وسارع بالعودة لهم فهم في شوق لرؤيتك بعد أن أصبحت حاجاً.. وأصبحت تحمل لقب حاج من بينهم. وتذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا المعنى: يا أهل الشام شامكم ويا أهل اليمن يمنكم. وفي الختام.. ندعو لك أخي الحاج بالقبول.. ونرجو الله العلي القدير أن يؤمن سفرك لتصل إلى أهلك سالماً غانماً بإذن الله. ولجميع الحجاج نقول لهم.. وداعاً ضيوف الرحمن.