تابعت موسم حج هذا العام وأقول إن بلادنا ولله الحمد موفقة دائماً في أداء أعمال الخيرات التي من ضمنها وأهمها خدمة ضيوف الرحمن في كل عام. من المعروف أن شعيرة الحج تأتي في وقت قصير بأعداد هائلة من البشر ولكن أهم أيام الحج هو يوم عرفة التاسع من ذي الحجة. قال المولى عز وجل (الحج عرفة) في كل عام تهتم القيادة اهتماماً ملحوظاً بضيوف الرحمن ويتم توجيه كل الجهات الأمنية والمدنية بالمشاركة في أعمال خدمة الحجيج تنظيمياً وأمنياً وصحياً.
ووزارة الداخلية ممثلة في وزيرها الهمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز قد جعلت وجعل من منسوبيها شبابا مؤهلين يقومون بتأمين خدمات وحماية الحجاج مدعومين بالطائرات والآليات ويصل عدد منسوبي كل القطاعات الأمنية إلى خمسة وتسعين ألف، كما أن وزارة الصحة تمثلها المستشفيات الميدانية المنتشرة في المشاعر قد أدت واجباً ملموساً ومساهمة فاعلة وبتوفيق من الله كان موسم حج هذا العام خالياً من الأمراض الوبائية والمحجرية وعاد الحجاج إلى أوطانهم بصحة وعافية.
الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تسعى جاهدة في كل عام لتغطية موسم الحج ومن ضمنها جريدة الجزيرة التي بذل منسوبوها جهودا جبارة تفوق الخيال مستمدين نشاطهم من رئيس التحرير لأنهم قد عملوا تغطيات جيدة جداً فاقت كل التوقعات بسبب احترافيتهم المهنية مما جعل الجزيرة قد برزت في مواقع أحداث موسم حج هذا العام وأوضحت الصورة المشرفة لخدمات الحجاج.
هناك قوم من جيلين لا يمكن أن تُغفل خدماتهم التي قدموها وهم شباب الكشافة والذين قدموا خدمات الإرشاد والمساعدة والتكاتف مع الجهات الأمنية.
أما الجيل الثاني فهم موظفو الدولة من المدنيين الذين قاموا مشكورين بتنفيذ مهامهم بكل جدية وإخلاص.
ختاماً كانت مراحل شعائر الحج تحت نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية وسمو ولي عهده الأمين الذين لم يدخروا وسعا إلا ووجهوا به في سبيل أن يكون جميع الحجاج على مختلف أجناسهم مطمئنين ويؤدون مناسكهم في جو من الطمأنينة والوئام تحف بهم روحانية وقدسية الحدث. كما أن استجابة الدول الإسلامية في تقليل أعداد الحجاج مما أثر إيجابياً إلى إنجاح موسم حج هذا العام بكل يسر وسهولة، وتوج ذلك بأن مجموعة مختلفة جنسياتها من الحجاج قد صرحوا لوسائل الإعلام وأشادوا بالخدمات الراقية التي قدمت من جميع الجهات المسؤولة من أعمال الحج والتي خدمت الحجاج في المشاعر وفي كل أنحاء مكة دونما تمييز. والواقع يفرض نفسه لأن الدولة أيدها الله قد أنفقت مليارات الريالات وأعطت أولوية فائقة لمشاريع خدمة ضيوف الرحمن، ومن فضل الله ثم جهود الدولة لتحسين وضع موسم الحج عاما بعد عام بخطى تفوق الخيال.
رفع الله راية الإسلام وحفظ عباده في كافة أرجاء المعمورة وحفظ الله لهذه البلاد أمنها وعزها وكل عام وبلادنا بخير وكافة بلاد المسلمين.