باعتبار أن النظافة هي العنوان الظاهر لحضارة ورقي الأمة والدولة، إلاّ أنّ ما ابتلينا به في هذه الأيام من مظهر سيئ لأحيائنا وشوارعنا وحتّى مدننا من رمي للأوساخ في كلّ مكان، قد أدّى إلى تشويه سمعة بلادنا الإسلامية! لقد تعوّد الغرب على رؤية مظاهر النظافة في شوارعهم وفي أحيائهم، وأصبحنا نحن نضرب بهم المثل في هذا المجال...
...أما نحن العرب - ولا أعمِّم - فكثيرًا ما اشتهرنا بإهمالنا لهذا الجانب المهم في الحياة، وأصبحت مظاهر قلّة النظافة، وانتشار الأوساخ والقمامات من المناظر العادية التي تعوّدت عليها العين، ولا تهتز لها مشاعرنا بالرّفض! فرأينا وسمعنا من أخبار أقصى الشرق من مدينة كوالالمبور عاصمة ماليزيا، حيث يحكي أنّ عمال النظافة قد ملّوا من السير طول النهار على الأرصفة دون أن يجدوا ورقة صغيرة أو بعض الأوساخ لجمعها! ويقول إنّ الناس هناك قد نما فيهم حس النظافة والوعي بهذا الشيء لدرجة عالية لا تصدق!! فأصبح كل شيء نظيفاً دون تدخُّل عمال النظافة! القمامة وكثرة الأوساخ في شوارعنا! حتى أنّ الكثير يقول ليّ لماذا تهولي وتطبلي أرجوك كوني واقعية فنحن - العالم الثالث - لا نرتاح إلاّ وشوارعنا مزدانة بالأوساخ والقمامات فهي كالزهور والأنوار ، ولو رأينا يومًا شوارعنا نظيفة - أصلاً لقد نسيت مظهر المدينة نظيفة - فإنّ الجميع يقلق فيسارعون ويتعاونون على تزيين الشوارع وإرجاعها لحالتها الأولى! لماذا لا يتم إنشاء مناطق إعادة تصنيع النفايات! إنّ إعادة التدوير للنفايات برنامج حضاري لم يَعُد تأخيره منطقياً، خصوصاً مع توسع المدن وارتفاع حجم النفايات الصادرة فهي مصدر دخل للعديد من الدول، وأيضاً تحافظ على البيئة وتخلق فرص عمل جديدة لجيش البطالة المتزايد من خريجي الجامعات وحملة الدبلومات، وإذا لا تريد الدولة أن تتحمّل مسؤولية مثل هذه المشاريع، هل بالإمكان دعم رجال الأعمال وتشجيعهم لمثل هذه المشاريع، بمعنى خصخصة إعادة التصنيع للقمامة وبالتالي إنتاج مواد بلاستيكية ورق كرتون، حتى بالإمكان إنتاج طاقة من هذه القمامة، والدليل التجربة اليابانية والتركية والمصرية.
أتمنى من المؤسسات المختلفة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا القضية، كلٌّ حسب اختصاصه ومهامه، على سبيل المثال لا الحصر المؤسسات الإعلامية تنتج مواد توعوية وتثقيفية، الجامعات في الأعمال التطوعية المدروسة التي تخدم مناطق محددة، التربية والتعليم من خلال تكثيف حملات التوعية بشكل منهج للطلاب، الأندية الرياضية، النظافة والصحة المجتمعية عنوان من عناوين التطور المجتمعية.