لا يمكن لأحد أن ينزع صفة المليشيات الإرهابية عن حزب حسن نصرالله، الذي اغتصب اسماً لا يمكن إطلاقه على مجموعة من الإرهابيين الذين عاثوا فساداً في لبنان وسورية، وانتقل شرورهم إلى دول عربية أخرى كالعراق ودول الخليج العربية، فبالإضافة إلى خلايا هذا الحزب الإرهابي، أقام الحزب العديد من معسكرات التدريب لإعداد الإرهابيين وإرسالهم إلى دول الخليج العربية، فقد كُشف العديد من معسكرات تدريب الإرهابيين في العراق وإرسالهم إلى مملكة البحرين من خلال تنظيم (الإمام الإرهابي). هذا، إضافة إلى معسكرات التدريب الموجودة في بعلبك في لبنان. وهذه المعسكرات لا يقتصر دورها على تدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى الدول العربية مثلما حصل عندما أرسلوا إرهابيين إلى الكويت لخطف طائرة مدنية وقتلوا اثنين من ركابها، والتعرض لموكب أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وإرسال إرهابيين لتعطيل الملاحة في ممر قناة السويس ومشاركتهم في الأعمال الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، كما يتم إعداد السيارات المفخخة وإرسالها إلى دول الخليج العربية بالتعاون مع مخابرات نظام بشار الأسد وقبله نظام والده. وكلنا يتذكر كيف تم اكتشاف إحدى السيارات المرسلة إلى المملكة العربية السعودية، وقبلها إرسال سيارة أخرى تفجرت في مجمع الخبر الإسكاني. وهناك العديد من العمليات الإرهابية التي نفذها حزب حسن نصر الله الذي هو في الحقيقة مليشيا تابعة لنظام ملالي طهران تمارس عملها على الأرض اللبنانية، وتعد أحد الفروع الإرهابية لفيلق القدس الإيراني الذي يرأسه وينسق أعماله الإجرامية قاسم سليماني.
المليشيا الإرهابية الأخرى في لبنان والتي تمارس أعمالها تحت غطاء حزبي، هو ما يسمى (الحزب العربي الديمقراطي) الذي يرأسه المدعو علي عيد، وهذا الحزب يعد (كيتو) خاص بأبناء الطائفة العلوية في لبنان ويتم تجميعهم في جبل محسن بطرابس على غرار حزب حسن نصر الله الذي لا يقبل في عضويته غير أبناء الشيعة اللبنانيين، وقد تخصص حزب العلويين في تنفيذ العمليات الإرهابية التي تخطط لها وترسمها أجهزة مخابرات نظام بشار الأسد، فقد تأكد لأجهزة الأمن اللبنانية من أن التفجيرين اللذين حصلا في طرابلس بواسطة سيارتين مفخختين أمام جامع التقوى وجامع السلام قد جرى تفخيخهما في الأراضي السورية، وأن عناصر من الحزب العربي الديمقراطي (مليشيا علي عيد) قاموا بإحضار السيارتين إلى طرابلس، حيث قام المدعو أحمد العلي السائق الخاص لرئيس مليشيا الحزب العربي الديمقراطي وشحادة شدود الذي أوقف بعد تحريات الأجهزة الأمنية والذي أقر في التحقيق معه بأنه قام بتهريب أحمد مرعي المسئول عن تفجير السيارة المفخخة أمام جامع التقوى، وبتهريب المدعوة تكينة إسماعيل التي رافقت أحمد مرعي إلى لبنان عند جلبه إحدى السيارتين المفخختين إلى لبنان. أجهزة التحقيق تطالب بمثول رئيس مليشيات الحزب العربي الديمقراطي علي عيد لسماع أقواله حول اعترافات أعضاء حزبه ومنهم سائقه الخاص، إلا أنه يرفض المثول أمام قاضي التحقيق ويتحصن في معقل المليشيا الإرهابية بجبل محسن، وهذا الإرهابي الكبير الذي قال قبل أيام إنه جندي في جيش بشار الأسد ويشرفه ذلك يجد من يدافع عنه من نظرائه الإرهابيين في المليشيا الأخرى التي تتخذ من الضاحية الجنوبية معقلاً لها لأنهما يؤديان الغرض نفسه، مليشيا بثياب أحزاب واحد يتبع ملالي طهران وآخر لنظام بشار الأسد.