يواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاته لليوم الثاني في إسطنبول، حيث من المنتظر أن يصوغ بياناً أمس الأحد يخص المشاركة في مؤتمر جنيف2 ثم يناقش موضوع التصويت على حكومة جديدة برئاسة أحمد طعمة.
وذكرت مصادر مشاركة في المباحثات لوكالة رويترز أن المعارضة السورية تتجه نحو مشاركة مشروطة في مؤتمر جنيف2، إلا أنها تنتظر دعماً من المقاتلين داخل سوريا، لإضفاء «شرعية أكبر» على المشاركة في هذا المؤتمر،
وأوضحت مصادر في المعارضة السورية في وقت متأخر أول أمس السبت، أن أعضاء في الائتلاف المعارض، يرغبون في الحصول على دعم من كتائب المقاتلين على الأرض وقادة المجتمع والنشطاء داخل سوريا لاتخاذ قرار المشاركة، وذلك لمواجهة الانتقادات.
وقد أعلنت عدة كتائب مقاتلة معارضتها مباحثات جنيف إذا كانت لا تؤدي إلى إزالة الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، بل إن بعضهم ذهب إلى التأكيد على أنه سيتم اتهام المشاركين في هذه المباحثات بـ«الخيانة».
وقد تم السبت التوصل إلى اتفاق مبدئي مشروط على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب إذا كان سقفه هو بيان اجتماع أصدقاء الشعب السوري الذي عقد أخيرا في لندن -الذي ينص على ضرورة استبعاد الأسد عن الحكم- مع إضافة بند يطالب بالتلويح بالعقوبات إذا لم يلتزم النظام السوري.
وقال ائتلاف المعارضة السورية السبت إنه ينتظر دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة للتوجه إلى مؤتمر جنيف2، مؤكدا أنه لن يشارك إلا بعد مبادرات من نظام بشار الأسد وحليفته روسيا.
وكان المتحدث باسم الائتلاف الوطني خالد الصالح قد جدد نفيه القاطع لفكرة إمكانية لعب الرئيس السوري بشار الأسد دورا في أي حل تفاوضي للنزاع, مضيفا أنه «بات جليا للجميع أن الأسد لا يمكنه ممارسة أي دور إذا طُبّق جنيف2 فعلا، سواء في مرحلة انتقالية أو لاحقا».
وقال أحد أعضاء المجلس الوطني السوري -وهو جزء اساسي في الائتلاف- إنه سيتم إشراك المقاتلين داخل سوريا بالإضافة إلى قادة المجتمع والناشطين، بشأن ما تم التوصل إليه بخصوص اتفاق المشاركة المشروطة في جنيف2، متابعا «نحن بحاجة لتأكيد هذا معهم».
وأضاف أن الائتلاف وضع شروطاً قاسية للمشاركة في جنيف2، إلا أن القوى الموجودة على الأرض قد ترغب في المزيد من التشديد.
وكانت وكالة «مسار برس» المعارضة قد قالت في وقت سابق أول أمس السبت إن الهيئة العامة للائتلاف ناقشت مجموعة من الشروط لحضور المؤتمر، منها ضمان التزام كافة الأطراف بخطوات جدية لمواجهة الأوضاع الإنسانية في سوريا، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، إضافة إلى وقف القصف العشوائي للمدنيين.
وفي ذات الشأن الميداني أعلن ناشطون إن قوات المعارضة صدت هجوماً لقوات النظام على منطقة الحجيرة جنوب دمشق، فيما تكثف القصف على أحياء أخرى، واحتدت الاشتباكات لاقتحام مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، تزامنا مع اشتباكات في حلب بين الجيشين الحر والنظامي.
وأفاد الناشطون بأن اشتباكات تدور في مناطق جنوب دمشق يحاول فيها جيش النظام -مدعوماً بعناصر من لواء أبي الفضل العباس وحزب الله اللبناني- التقدم من منطقة السبينة باتجاه مناطق أخرى لقطع الطريق بين داريا والغوطة الشرقية.
وأوضحت شبكة شام أن قصفا بالمدفعية الثقيلة هز حي جوبر وأحياء دمشق الجنوبية، فيما تشهد مناطق في حي برزة إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من قبل القوات النظامية، ولا معلومات عن خسائر بشرية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبريف دمشق استهدف قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات حجيرة البلد ويبرود ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وتشير التفاصيل إلى أن قوات النظام تواصل محاولاتها المستمرة من أجل اقتحام معضمية الشام من الجهة الشمالية والغربية.
يأتي ذلك في حين استمرت قوات النظام في قصف أحياء مدينة داريا بالمدفعية الثقيلة والدبابات, حيث شهدت الجبهة الجنوبية من المدينة قصفا بالدبابات استهدف عددا من الأبنية.
وتزامن هذا مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين الجيشين الحر والنظامي, فيما تعرضت بعض أحياء المدينة أيضاً لقصف بالمدفعية الثقيلة مصدره جبال الفرقة الرابعة، في ظل حصار مطبق على المدينة وشح بالمواد الغذائية والطبية وانقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات منذ سنة.
من جهته، قال اتحاد تنسيقيات الثورة، إن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام تدور في إدارة الدفاع الجوي بين بلدة شبعا وحتيتة التركمان بريف دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مناطق في مدينة يبرود ومخيم خان الشيح بريف دمشق تعرضت البارحة للقصف، مما أدى لسقوط جرحى.
وبحلب تدور اشتباكات في اللواء 80 ومحيطه قرب مطار حلب الدولي وسط قصف يستهدف المنطقة، وذلك عقب تمكن مقاتلي المعارضة من صد هجوم لقوات النظام السوري سيطروا خلاله على أطراف حي طريق الباب في مدينة حلب وعلى محيط اللواء 80 لساعات قليلة.
وكانت قوات المعارضة المسلحة قد استعادت أول أمس السبت السيطرة على اللواء 80 -وهو قاعدة عسكرية مكلفة بحماية مطار حلب الدولي- بعد معارك استمرت عشرين ساعة عقب سقوط أجزاء واسعة منه بيد قوات النظام الجمعة.
وفي درعا، استهدف قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، فيما دارت اشتباكات عنيفة على أطراف أحياء طريق السد ومخيم درعا وعلى محاور أخرى بمنطقة درعا المحطة.
وبريف المدينة ذاتها، تركز قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عتمان وإنخل وناحتة، مما أدى إلى سقوط قتيل وعدة جرحى بحسب ما أفاد ناشطون.
وفي دير الزور، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الرشدية بالتزامن مع قصف مدفعي على أحياء المدينة.
وفي حمص، قالت مسار برس إن اشتباكات تدور بين كتائب المعارضة وقوات النظام على جبهة مستودعات مهين بالتزامن مع قصف الجبهة. في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صاروخا -يُعتقد أنه أرض أرض- سقط على منطقة مهين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد ذكرت أن عدد قتلى السبت قد ارتفع إلى 38، مشيرة إلى أن من بين القتلى أربعة أطفال، وخمس سيدات، وتسعة مقاتلين من الجيش الحر.