ها هي بشائر الخير قد بدأت تلوح في الأفق مع بداية دخول موسم الشتاء والوسم لهذا العام ونحمد الله تعالى على أن أغاث البلاد والعباد بأمطار غزيرة شملت عدداً من مناطق بلادنا وأستمتع الجميع بهذه الأمطار.. ومن هذه المناطق منطقة الحدود الشمالية التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية والشعاب جعلها الله امطار خير وبركه وعم بنفعها البلاد والعباد.. ولكن ونحن إذا نعيش فرحة نزول الغيث وجريان السيول التي حبانا الله بها فقد آلمنا فراق إخوة لنا من أبناء المنطقة ممن تعرض لحادث غرق قبل أيام قلائل لدى عبورهم الطريق أثناء هذه الأمطار الغزيرة وجريان السيول مما جعل مركباتهم تنحرف عن المسار الصحيح بسبب قوة جريان الماء ومن هؤلاء الذي فقدناهم اثنان من أفراد القوة الخاصة لأمن الطرق أثناء قيامهم بالواجب وثلاث مواطنين آخرين كانوا بمركباتهم الخاصة ولدى عبورهم مجرى السيول انحرفت مركباتهم ثم اختفوا حتى حضر الدفاع المدني وتم البحث عنهم في مجرى الوادي إلى أن عثر عليهم وقد فارقوا الحياة رحمهم الله نسأل الباري عزَّ وجلَّ أن يتغمدهم جيمعا بمغفرته ورضوانه وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.. ونحن إذا نعيش هذه الأيام موسم هطول الأمطار فلا بد لنا من تذكير الإخوة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر وعدم القرب أو النزول إلى مجاري السيول في هذه الفترة التي تهطل فيه الأمطار على بلادنا ولله الحمد والمنة وهذه دعوة لجميع المواطنين والمقيمين حيال عدم الوصول إلى مواقع مجاري الأودية وعدم اصطحاب الأسر والأطفال أثناء هطول الأمطار خشية من أن تغفل هذه الأسرة أو تلك عن فلذات الأكباد مما يحدو بهؤلاء الصبية الصغار ذكوراً وإناثاً إلى النزول في الأودية أو القرب من مواقع جريان السيول ومن ثم يقع ما لا يحمد عقباه من غرق ونحوه لا قدرة الله.. فلا يمنع أن يستمتع الجميع بهذه المناظر الجميلة وهذا الغيث الذي سقى الله به بلادنا والحمد لله على نعمة ظاهرة وباطنه مع أخذ الحيطة والحذر أثناء التنزه.كما نذكر الجميع بعدم استخدام الهاتف النقال أثناء سماع صوت الرعد ومشاهدة البرق والتي قد يصاحبها بعض العواصف والصواعق.. ونحن إذ نحمد الله على منه وكرمة لنسأله جلَّ وعلا أن يكون مع نزول هذه الأمطار الخير والبركة على جميع مناطق بلادنا مع دعائنا للجميع بالسلامة الدائمة.