فاصلة:
(رسول الله عليه أفضل الصلاة يقول للصحابي أسامة بن زيد حين قتل كافراً في معركة قال لا إله إلا الله لظنه أنه قالها خوفاً «هلا شققت عن قلبه، ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة»)
- من قصص الرسول - صلى الله عليه وسلم -
يبدو أننا رغم الشعارات التي نرفعها بين حين وآخر بأننا نقبل الآخر غير المسلم ونتقبل المسلم المختلف في مذهبه، ما زلنا متمسكين بالتفكير النمطي عن أنفسنا وعن الآخرين.
قامت الدنيا في «تويتر» ولم تقعد لأن من بين من تشرّف بغسل الكعبة مطرب وزوج مطربة، هكذا كان التصنيف، ولم نكتف بذلك بل أطلقنا عليهما الحكم بأنهما غير مهيأيْن لشرف غسل الكعبة، وكأن الكعبة جزء من أملاكنا نحن السعوديين، وكأنها ليست قِبلة المسلمين ونحن متشرفون بخدمتها وليس امتلاكها!!
الجانب الآخر من هذه الحكاية مُربك للقيم الدينية في وصمنا لزوج المطربة بعدم استحقاقيته لغسل الكعبة، لأنه زوج مطربة وافترضنا سيناريو لحياتهما يختلف عن حياتنا لأننا ملائكة لا نُخطئ ولا نُذنب!! وكأننا نمتلك صكوك الغفران وكأننا شققنا عن قلبه وقلب زوجته.
نحن في رؤيتنا لترشيح سفارات الدول الإسلامية لعدد من المسلمين من دولهم لحضور مراسم غسل الكعبة، نؤكد تقديسنا لفئة دون فئة مع أن ديننا خالٍ من التقديس حتى للعلماء، وإنما أوصى بتقديرهم واحترامهم.
مؤسف أننا ما زلنا نمتلك قناعات سلبية كالحكم على الآخرين في دينهم الذي هو علاقتهم مع ربهم، ولا يحق لأحد ما أن يشكك في دين الآخر.
يا رب.. دعوتك أن تخلصنا من حكمنا على الآخرين، وتمنحنا هدي نبيك الكريم في أخلاقه الطيبة ونقاء سريرته وتسامحه وقبوله للآخر.