بلاد السويد .. تستفزن!!

كلمة (تستفزن) تعني: تستفزني وهي لغة أهل القصيم وحائل حيث يحذفون حرف الياء للتخفيف، وذكرها القرآن في قوله تعالى {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ }. وانتشرت هذه الكلمة إبان رد إحدى السيدات القصيميات على محتسب طلب منها تغطية وجهها كاملاً بدلاً من اللثمة التي تغطي بها وجهها، وجرى بينهما حوار جريء تم تصويره ونشره على قنوات التواصل الاجتماعي.

ولأنني انتمي لتلك الديار الحبيبة ـ وكل أرض في وطني هي دياري - أعزّ الله مكانتها ورفع شأنها إلا أنني في الواقع مأخوذة ببلاد السويد حيث تُصدر يوميًّا أخبارًا تثير غيرتي الإنسانية والوطنية، وإليكم أخبار تلك البلاد:

1/ انخفاض استخدام المضادات الحيوية في السويد بنسبة تقارب 9 % خلال عام 2013م كما ذكرت صحيفة يوتيبوريز بوستن. وقد وصف بيتر اوليريد - طبيب مكافحة العدوى في محافظة فسترا يوتالاند في حديثه للصحيفة - هذا التطور بالمفرح! بينما لدينا يتم صرف المضادات الحيوية عند الطلب وبدون وصفة طبية، وفي تصاعد مطرد نتيجة لزيادة الأمراض ونقص التوعية وقلة الوعي بأضرارها! وربما يصف الصيدلي زيادة استخدامها بالمفرح!

2/ ليندا ستيهري من المعهد السويدي للبيئة تطلب من شركات النقل تحمّل مسؤولية أكبر فيما يتعلق بالرفق بالبيئة في نشاطها، وأبدت حنقها من الشركات التي تنتظر مبادرة السلطات المسؤولة لوضع شروط في هذا الشأن، بينما ينبغي عليها دفع أموال إضافية لتكون عمليات النقل صديقة للبيئة! أقرأ هذا الخبر ونحن نرى الحافلات والشاحنات تتجول في طرقنا وشوارعنا وهي تنفث الديزل والأدخنة السامة!!

3/ تقوم سلطة الدولة السويدية بالتدقيق والمراقبة والتحقيق في كيفية تطبيق ما يعرف ببرنامج الإرشاد الذي يهدف لمساعدة المهاجرين الجدد في الدخول لسوق العمل السويدية بيسر وسهولة حسب التخصص والمهارة. إذ تشير دراسة أولية إلى إمكانية وجود تقصير في هذا البرنامج والخدمة التي ربما لا تقدم ما يتناسب مع خطط الحكومة ومكتب العمل.

عندها تذكرت آلاف المخالفين والمتخلفين من الوافدين لبلادنا وما أحدثوه من فوضى وإخلال بالأمن فاستفزن الخبر!

4/ قامت السويد بإعلان خبر إغلاقها لأربعة سجون لعدم وجود مجرمين ولصوص، فضلاً عن تركيز الدولة على إعادة تأهيل السجناء بدلاً من الأحكام طويلة المدة أو تركهم يموتون داخل السجون، مما أدى إلى انخفاض عدد السجناء بنسبة 6 % بين عامي 2011 و2012م، وفي حين يقل عدد السجناء في السويد بهذه النسبة؛ يزيد عدد السجناء في أمريكا بنسبة40 % عن القدرة الاستيعابية لها، أما في البلاد العربية فلن أذكر النسبة لأنني مُستفزة!