وكان النصر في أوج سعده.. لينتهي «ديربي الرياض» بفوز أصفر مستحق مستوى ونتيجة.. ويستعيد الصدارة مجدداً.. قبل نهاية الدور الأول بثلاث جولات.
* لكن كيف قدم الهلال أسوأ مستوياته.. وكيف ظهر النصر في أجمل حلة وأبهى صورة.. ليتقمّص دور الهلال الذي اعتدناه في غالب مباريات (الديربي) في العقد الأخير.. ويهيمن على مجريات اللقاء ويصبغه باللون الأصفر ويحسمه بفوز ثمين.. بعد أن كاد يخرج بتعادل أشبه بالخسارة.
* الهلال لم يكن الإعداد النفسي جيداً ولعب بثقة مفرطة.. بدا لاعبو الفريق وكأن مستوى وعنفوان النصر فاجأهم.. وكان الهلال تائهاً مفككاً معظم زمن المباراة.. خطوط متباعدة وانتشار سيئ.. كانت درجة العزيمة والإصرار والقتالية لدى لاعبيه عند المؤشر صفر.
* هل غياب برازيليي النصر الثلاثة منحهم شعوراً بسهولة المباراة، وأن النصر سيكون لقمة سائغة سهلة البلع والهضم.. إذن تكون إدارة النصر لعبت جيداً بورقة الأجانب.. فهم باستثناء (باستوس) غير جاهزين حالياً لخدمة الفريق.. وكان اللعب بورقتهم نفسياً حركة ذكية من الإدارة.. بغض النظر إن كانت مقصودة أو عفوية.
) المفاجأة حلّت بلاعبي الهلال فلم يكونوا قادرين على التحرر منها.. حتى والفريق يُعادل النصر بوقت مناسب.. بل استمر الفريق (خارج التغطية) فاقداً لهويته.. حتى إن فريق النصر شعر بوضع الهلال المزري فلم يقتنع بالتعادل.. بل ضغط على الهلال بحثاً عن الفوز وهذه من الحالات النادرة.. حيث عادة يميل الأصفر إلى التحفظ والاقتناع بالتعادل مع الهلال.. ولكن قاتلوا واجتهدوا فخرجوا بالفوز في الرمق الأخير من المباراة.
«العيال كبرت»
خلال عقد ويزيد من الزمن.. كان مؤشر مواجهات الهلال بالنصر يميل بنسبة كاسحة للأزرق.. بل ساد شعور لفترة من الزمن أن فوز الهلال على النصر تحصيل حاصل.. حتى إنه في آخر 30 مواجهة بين الفريقين.. فاز الهلال بعشرين مباراة والنصر بمباراتين (صارت ثلاث مباريات).
* وهذه معادلة مائلة كل الميل لا يمكن أن تستمر.. والفوز باتجاه واحد.. لا يدوم مدى الدهر فهذه سنّة الكون.. خصوصاً نحن في عصر تقاربت فيه مستويات الفرق حتى على المستوى الدولي.
* وأصبحت حتى الفرق الصغيرة (تدمي مقلة الأسد).. فهذا الهلال بالكاد يكسب التعاون ونجران، ويخسر من الرائد (وإن قدم مستوى مميزاً).. والأهلي يتهاوى أمام التعاون والعروبة والرائد.. والاتحاد يسقط أمام العروبة والفيصلي والنهضة.. لقد انتهى زمن (الاستراحات) والمباريات المحسومة في الدوري.
* فإذا أتينا للنصر فهو بالطبع ليس فريقاً صغيراً بل فريق له اسمه وتاريخه المميز!.. فلن يكون مستغرباً أن يسقط الهلال.. ويقدم مدربه مباراة تكتيكية ناجحة.. حصّن بها ملعبه بحزام دفاعي قوي بالوسط وأربك فيها دفاع الهلال (المهزوز) بالكرات الطولية.
* لسان حال النصراويين يقول: إذا كان الفتح فاز على الهلال وكسب الدوري.. فلسنا أقل منه.. وتاريخنا يشفع لنا بالمنافسة والعودة للمنصات ولو عن طريق زعيم الدوري.
قنابل موقوتة
دفاع الهلال.. هذا حكاية أخرى.. لا أعرف الذهنية التي تقود لاعبي هذا الخط.. فهم بسذاجة تسببوا بنقل الضغط إلى ملعب فريقهم.. نتيجة المبالغة في الاحتفاظ بالكرة.. وتناقل الكرة بينهم وبين الحارس في مربعات ومثلثات أدهشت العالم.
* هل أحد قال لهم عيب تشتيت الكرة في حالات معينة.. أم أن أحداً حذرهم من لعب الكرة أكثر من مسافة متر.. فهم ساهموا بسذاجة في زيادة الضغط على الفريق.
* بتناقل الكرة في الخلف وداخل المنطقة وإعادتها للحارس المغلوب على أمره.. الذي كاد يصاب منهم بالجنون.. ليقف مرتبكاً وهو يراقب (القنبلة) التي يتناقلها الدفاع ويرفضون إبعادها.. فهم صنعوا الخطورة عليه.. فلا يعلم يراقبهم أم يراقب لاعبي الخصم.. خط دفاع لو لعب خلفهم (بوفون أو كاسياس).. لابيضّ شعره.
تغييرات منتظرة
* مدرب الهلال سامي الجابر قد يعمد إلى بعض التغييرات الاضطرارية.. السديري حارس شاب يتعرض لضغوط كبيرة، ومن مصلحته الجلوس على الدكة ليلتقط أنفاسه ويراجع حساباته.
* العابد (خارج الفورمة) ويقتل هجمات الفريق بفرديته وتباطؤه.. ولا بد من منح الفرصة لعبد العزيز الدوسري.. وياسر الشهراني لن يستفيد منه الهلال إن لم يتم تجربته في منطقة الظهير الأيسر.
* أما أجانب الفريق (باستثناء نيفيز) فهم محل نظر ومراجعة.. لا يُشكّلون أي إضافة مؤثرة للفريق كمحترفين أجانب.. الكوري مهزوز.. وكاستيلو الهلال غير كاستيلو منتخب الإكوادور.. وهرماش تائه بالملعب لا مع العير ولا مع النفير.. لا يدعم الدفاع ولا يفيد الهجوم.. وما زال المركز الذي يلعب فيه لغزاً استعصى على الخبراء حله..
* اللعب الفردي لبعض لاعبي الفريق خصوصاً الفرج والعابد.. يقتل جماعية الفريق ويكسر سرعة الهجمة ويقتلها.. قناعة (الكوتش سامي) بوجود ثغرات وأخطاء هي نصف الطريق للحل.