الهدية عنوان المحبة للقلوب الطيبة

الهدية خطوة إيجابية وسلوك إنساني يهدف لربط العلاقات الإنسانية وعلى كافة مسمياتها وفروعها، الهدية رسالة تعبير عن المحبة والسلام، الهدية طريق سهل لتخطي الحواجز والقيود التي يفرضها الواقع ، الهدية مُقدمها يملك احاسيس ومشاعر فياضة يغمر بها من لهم في القلب محبة وفي العقل احترام وتقدير، الهدية سنة نبوية، قال صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)، وقال صلى الله عليه وسلم (أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين). للهدية وقع جميل على المُهدى إليه، فكم من مشكلة حُلّت بسبب الهدية وكم من قلوب صفتْ بسبب الهدية، وكم من قطع رحم عادت الى طبيعتها، والكثير والكثير من مزايا الهدية وتأثيرها. كما أن الهدية طريقة جميلة يسترضي بها الزوج زوجته حين يغضبها يقدم لها هدية جميلة للاعتذار وتسمى اجتماعيا (رضاوة). وفي نفس الوقت هناك هدايا تقدّم في غير محلها، وذلك لتحقيق مآرب وظيفية أو اجتماعية أو اقتصادية، وهذا الاتجاه يُشوّه مفهوم الهدية ويدخلها عالم آخر، وهذا ما يناله بعض الموظفين، مع العلم أن هناك لوائح في بعض الشركات تحدد قيمة الهدية التي يقبلها الموظف من المهُدِي.

للهدية مناسبات تقدم بها كذلك كيفية اختيارها وسعرها وكيف تقدمها وكيف تلُفها. بهذا الصدد هناك دول ومنظمات تحدد قيمة الهدية التي يمكن للمهدى إليه قبولها، فمثلا هناك من يحدد قيمة الهدية 300 جنيه، وهناك من يحددها ببضع مئات من الدولارات.

في مجلس الشورى هناك قواعد تنظم قبول أعضاء المجلس ومسؤوليه للهدايا التي تقدم لهم في الزيارات والمناسبات الرسمية، تكون جميع الهدايا المقدمة للعضو أو المسؤول ملكاً للمجلس، وتحفظ في مقره، وفقاً للآلية التي تضعها اللجنة، ويعتمدها الرئيس، يستثنى من ذلك الهدايا سريعة التلف، التي تقتنى عادةً للاستخدام الشخصي. الهدايا المقدمة من جهة حكومية أو برلمانية أو منظمة محلية أو إقليمية أو دولية، التي تقل قيمتها عن مبلغ 5000 خمسة آلاف ريال أو ما يعادلها للعضـو أو الأمـين العام أو كبار الموظفـين، أو تقل قيمتها عن 10.000 عشرة آلاف ريال أو ما يعادلها بالنسبة لرئيس المجلس أو نائبه أو مساعده. الهدايا المقدمة من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين أو من جهات خاصة محلية أو خارجية، التي تقل قيمتها عن 2000 ألفي ريال أو ما يعادلها للعضو أو الأمـين العام أو كبار الموظفين، أو تقل قيمتها عن 4000 أربعة آلاف ريال أو ما يعادلها بالنسبة لرئيس المجلس أو نائبه أو مساعده.

وفي الختام الهدية مفتاح للقلوب الطيبة التي علاها بعض منغصات المجتمع الهدية سلوك ونهج ديني وحضاري واجتماعي، يا حبذا أنْ تكون عنواناً ورمزاً للمحبة والسلام.