أكد النائب البرلماني الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن المعطيات التي نشرها مركز الإحصاء المركزي الإسرائيلي - وهو جهة حكومية - حول وجود ارتفاع بنسبة 132 % في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي دليل على أن نوايا حكومة المستوطنين الإسرائيليين التي تسابق الزمن لفرض واقع على الأرض تحول دون تحقيق حل الدولتين.
وقال البرغوثي: إن مركز الإحصاء الإسرائيلي اعترف بشروع سلطات الاحتلال ببناء 2159 وحدة استيطانية جديدة في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة بـ928 وحدة في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 132 % في أعمال البناء الاستيطاني، خاصة منذ العودة إلى المفاوضات التي يستخدمها نتنياهو غطاء لمشاريعه التوسعية الاستيطانية.
وأضاف النائب البرغوثي بأن العام الحالي هو الأكثر استفحالاً في النشeاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن وتيرة التوسع الاستيطاني زادت أضعافاً مضاعفة.
ودعا البرغوثي إلى رفع غطاء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن الاستيطان، التي يتم استغلالها من قِبل إسرائيل كغطاء للاستيطان الشرس، وآخر قراراتها الشروع ببناء 12425 وحدة استيطانية جديدة ومخططات لعشرات الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وأضاف البرغوثي بأنه لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار المفاوضات التي تستخدمها إسرائيل غطاء لمواصلة مشاريعها الاستيطانية.
وأكد النائب مصطفى البرغوثي أن المراهنة على المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو هي مراهنة على سراب، وأنها لن تحقق شيئاً ما لم يتم تغيير ميزان القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وأن بديل نهج المفاوضات هو تبني استراتيجية وطنية تستند إلى المقاومة الشعبية الواسعة، بما فيها مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وحملة دولية للمقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل، واستعادة الوحدة الوطنية، واستئناف التوجه إلى الأمم المتحدة للانضمام إلى مؤسساتها، وتبني نهج اقتصادي يركز على دعم صمود الناس وبقائهم على أرض وطنهم.
وعلى الجهة المقابلة، ومع نهاية الزيارة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى المكسيك، تطرق للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وأكد بيريز في حديث مباشر مع موقع «والاه» العبري أن التقدم في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وصولاً إلى السلام ضرورة إسرائيلية.
وردّ بيريز على سؤال حول عودة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة قريباً، وهل يستطيع دفع عملية السلام، بالقول: «السلام مع الفلسطينيين ضرورة، وليس خاضعاً لحسابات شخصية. ومن خبرتي الطويلة مع الحكومات المختلفة ومع القادة يجب التعامل مع هذا الموضوع على هذا الأساس، خاصة أن الشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي) يدعمان حل الدولتين، والنقطة الأساسية اليوم كيف يمكن تقريب وجهتَي النظر في القضايا الأساسية». مؤكداً أنه يجب تقليص الاختلاف في هذه القضايا وصولاً إلى السلام؛ كونه يصب في مصلحة إسرائيل.
وفي شأن متصل، هدَّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بترحيل آلاف الفلسطينيين من بدو صحراء النقب من أرض الآباء والأجداد، وذلك بعد أن صادقت حكومة الاحتلال على ما يُسمى بمشروع قانون «برافر - بيغن» لنقل عشرات الآلاف من البدو، وهدم نحو 40 قرية، ومصادرة أكثر من 700 ألف دونم في النقب.
وهدَّد نتنياهو بملاحقة من وصفهم بـ«مثيري الشغب»، في إشارة منه إلى المتظاهرين الذين خرجوا أمس الأول السبت بمظاهرات حاشدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وبعض مدن الضفة الغربية، رفضاً وتنديداً بقانون «برافر» العنصري، وأثنى نتنياهو على استعدادات شرطة الاحتلال ومكافحتها للمتظاهرين. ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن نتنياهو قوله: «سنلاحق مثيري الشغب، ولن نحتمل أعمال كهذه، ولن نبدي أي تسامح تجاه متجاوزي القوانين». مؤكداً في الوقت ذاته مواصلة العمل نحو إقرار القانون.