حل الشتاء برحاله علينا بعد صيف حارق اشتد فيه العطش وظهر فيه السراب الذي يحسبه الظمآن ماء. في فصل الشتاء وفي ما يسمى وسم (سهيل) تكثر الأمطار نسأل الله أن يمطرنا من فضله وأن يغيث البلاد والعباد برحمة منه وأن يجري الأودية والشعاب لتختفي آثار الصيف الذي أجدبت بسببه الأرض وهلك الزرع.
صلاة الاستسقاء شرعت (بضم الشين وكسر الراء) لنطلب من خلالها الله عز وجل أن ينزل المطر علينا. في الأيام الماضية التي صاحبها نزول الأمطار على مناطق متفرقة من وطننا الغالي فرحنا كثيرا وشكرنا الله عز وجل على هذه النعمة من الله. من المعلوم أنه خلال نزول الأمطار تتنزه العوائل في الكثبان الرملية التي احمرّت بسبب تلك الأمطار ويجوب الكثيرون الأودية والشعاب بحثاً عن الترويح عن النفس والمتعة بعيداً عن صخب المدن وروتين العمل اليومي.
ما يلفت الانتباه حقيقة هو ذلك التهور والمغامرات التي يقوم بها بعض الشباب حول وداخل تجمعات المياه الكثيفة التي قد تؤدي بالإنسان إلى خسران حياته وهو كما ذكرت المتسبب في ذلك من خلال المغامرة التي اعتبرها مغامرة بالنفس. بخصوص مثل هذه المغامرات يتناقل المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع لشباب مراهق مغامر متهور إذا صح التعبير هي عبارة عن مغامرات وكأن سياراتهم بضغطة زر تتحول إلى سفينه داخل تلك الأودية والشعاب. يتخلل تلك المغامرات غرق لمواطنين ومن ثم فقدان أرواحهم ثم ما يلبث الأغلبيه من المجتمع بالحوقله والحسبلة واللوم على قطاع وجنود الدفاع المدني وهو المعني الأول بإنقاذ أرواح من تلك المواقف التي لو حصلت من غير قصد لأي مواطن. بينما للأسف الكثيرون كما ذكرت يعشقون المغامرة بولوج السباحة في تلك الأودية وهو شيء محزن ومخيف. أعود لأقول الكثير من الشباب المراهق للأسف يغامر رغم التحذيرات المكثفة من قبل الدفاع المدني بالبعد عن أماكن تجمع الأمطار وأخذ الحيطة والحذر من تلك المياه الجارفة القوية التي تداهم وتعصف بكل ما يقف في طريقها إلا أننا نتحداها للأسف. هل ما يحصل من شبابنا من مغامرات سببها قل التوعية من قبل المسؤول الأول عن تلك الحوادث الدفاع المدني أم أنها نشوة تصيب الشاب عند التجمعات بالقرب من مواطن تجمع المياه مما يحدو به أن يفرد عضلاته ويقرر لفت انتباه المتواجدين له وهو ما يسمى الإحساس بالنقص.