نسمع كثيراً من تصريحات كبار المسؤولين في النظام الإيراني عن استعدادهم لتحسين علاقاتهم مع دول الخليج العربية، وآخر ما سمعناه ما قاله وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي ما فتئ يُؤكد بأن المملكة العربية السعودية دولة مهمة وصاحبة نفوذ في المنطقة.
هذا القول لا يُقدم ولا يُؤثر في قيادة المملكة وأبنائها، فنحن نعرف قيمة بلادنا، فما يهمنا أن تكون علاقاتنا جيدة، وبخاصة مع الدول الإسلامية الشقيقة، وأكثر من ذلك إذا كانت دولة جارة كإيران، لكن قبل هذا وذاك يهمنا أن تؤيد الأفعال الأقوال، فنحن منذ قت طويل نسمع مثل هذه الأقوال من المسؤولين الإيرانيين، إلا أن أفعالهم تتناقض مع هذه الأقوال، وحتى في هذه المرحلة التي تكثّفت فيها التصريحات (المنفتحة)، إلا أن الأفعال تتعارض مع ذلك تماماً، مثل احتلال قوات عسكرية إيرانية (الحرس الثوري الإيراني) لسوريا ومشاركته نظام بشار الأسد قتلْ السوريين، كما يرسل عملاءه من لبنان (ميليشيات حسن نصر الله) والعراق (أبو الفضل العباس) والحوثيين وجيش الإمام في البحرين، ليقاتلوا الشعب السوري داخل هذا البلد العربي، فضلاً عن التدخلات في الشؤون العربية، وبالذات في دول الجوار العربي دول الخليج العربية التي بدأت أصوات إعلامية وبرلمانية إيرانية تطلق عليها (دول الساحل)، وهو ما يُعتبر مقدمة لابتلاع هذه الدول مثلما ابتلعت جزر الإمارات العربية..!!
مع هذه الأقوال التي ينشرها محمد جواد ظريف في الكويت وغيرها، ينبري نائب إيراني اسمه منصور حقيقت بور إلى معاكسة أقوال وزير خارجيته، حيث يُهاجم هذا البور المملكة العربية السعودية ويُوجه إليها اتهامات بعيدة عنها، حيث يحاول تحويل تهم الإرهاب التي يتبناها وينشرها نظامه (نظام ملالي طهران) ويحاول أن يلصقها بالمتضررين منها.. أما اللواء يحيى رحيم صفوي القائد السابق لقوات الحرس الثوري الإيراني، والمستشار العسكري لعلي خامنئي فيطرح خطة طريق لتحرير القدس عبر كربلاء، والخطة تتحدث عن ضرورة السيطرة على (المشايخ) العربية التي تقف عائقاً أمام المجاهدين الإيرانيين لتحرير القدس، مذكِّراً بما قام به الإيرانيون بعد ثورة خميني، حين حاولت احتلال العراق، مما تسبب في اندلاع الحرب الإيرانية - العراقية والتي خلَّفت مليون قتيل من إيران وحدها وخسارة مائة مليار دولار، وبعدها تجرع خميني السمَّ ووقَّع اتفاق وقف الحرب التي أشعلها لاحتلال العراق.
الآن، صفوي يعيد أسلوب التدخل زاعماً بأن إيران الآن قوة إقليمية، وأن على الأعداء أن يدركو شاؤوا أم أبوا بأن النظام الايراني نظام مقتدر وصامد، وعلى الأنظمة الواهنة أن يفكروا في أنفسهم الآن كونهم زائلين.
هذه النبرة الاستعلائية والغطرسة التي لا تخفي حجم العداء الذي يكنه النظام الإيراني للدول العربية المجاورة، لا يمكن أن تخفيها أو تغطي عليها التصريحات الدبلوماسية التي ينثرها وزير الخارجية الإيرانية.