المدفعية كما هي معروفة، الآلة العسكرية الثقيلة المستخدمة في قصف المدن بالحروب العسكرية. فيطلق على قائد الفرقة «المدفعي».. وفي اللغة الشعبية الدارجة في بلاد الشام يقال له «المدفعجي»، ويشمل كل فرد يعمل بـ» لواء المدفعية «ولما لهذه الآلة العسكرية من أهمية بالغة في الحروب فيما تحدثه من قصف ودمار من بعد. وهذا شيء طبيعي في حالة حرب نشبت بين بلدين نتيجة خلافات سياسية أو حدودية. ولكنه ليس شيئاً طبيعياً، وغير معقول ولا مقبول، حينما يستخدم «كلسان» مارق كاره للإنسانية.
أردت من هذه المقدمة أن أصل بكم لتبيان نوع آخر من هذه المدافع القاصفة.. و بالطبع ليست هي معدة حربية. بقدر ما هي «عظمة لحمية» تقع بين فكي وجه الإنسان معروفة بـ» اللسان» له فعل ممض كالمدفع, يدفع بكلام شرير متطاير من «اللسان» الضاج بالافتراء، فيحدث حريقاً لاهياً بالضمائر الإنسانية الضعيفة، ليعتمل بها الحقد والكراهية والبغضاء، لشحن المشاعر تجاه هدف معين، خدمة لأغراض الشاحن. لإحداث البلبلة والتشويه والشك، بأساليب وطرق ملتوية. كالقيل والقال والتقول والتأويل والتهويل والقدح والردح، وكل ما يخطر بالبال من افتراءات مغرضة نهجها التضليل والافتراء... هؤلاء الأشرار المفترون يدركون تماما ماذا يريدون بشحن الأجواء وتسميمها ضد الوطن والمجتمع، وعلى كل من يعارض نهجهم الضلالي.
مدافع هؤلاء المفترين بدلاً مما يوجهون قذائفهم الكلامية والفعلية على وطنهم والذي هو وطننا الآمن ومجتمعنا المسلم المسالم, كان حرياً بهم أن يصوبوها تجاه أعداء وطنهم ومجتمعهم، ولكنه الحقد والكراهية المترسبة في قلوبهم وعقولهم المتكلسة التي تعاني من عقم التفكير المستنير المنهجي السليم.. فالحياة لا تعود بنا للخلف كما يريدونها بل تسير بنا للأمام . لا نريد العيش في القروسطية السحيقة، والمجتمع لا يقبل بعهد وصاية فلسنا بحاجة لأوصياء من قبل ذوي فكر ظلامي وضلالي، وهو المحتاج لنخله وغربلته وتصفيته من شوائبه الفكرية المضرة التي قولبت في قوالب الافتراء للوصول لمآرب شخصية. استخدمت أسلوبا قاعديا تكفيرا وإرهابا، إنهم يغالطون أنفسهم كذبا وبهتانا وفق ما يعتمل بدواخلهم من نفسيات مريضة يصعب مداراتها ووجب إخضاعها لمداواتها بفكر مضاد يفند مزاعمها ويقضي على زعاماتها الشريرة. فمن أي برزخ أتى هؤلاء الذين يريدون أن يأخذوا بنا لمتاهات التجهيل والتنطع بأقوالهم الخاوية؟!..وأستدرك..آه ، أتوا من مدراس تكفيرية تفجيرية. ظانين أن المجتمع تنطلي عليه خزعبلاتهم، في لي أعناق الحقائق.. لذلك أدهشني ما سمعته ببرنامج « الثامنة» للأستاذ/ داوود الشريان في لقاءاته مع البعض منهم، وهي اللقاءات التي كشفت زيف عقم الفكر الأصولي الإرهابي، الذي يبيح تكفير الناس وإباحة قتلهم والتأليب على الحكومة وقتل رجال الأمن.. فهل بعد هذه الاعترافات والإدانات لمن مارس الإرهاب بدافع الفكر الأصولي المتطرف من عقول وضمائر!؟.. فكيف يتسنى لنا حماية أنفسنا وشبابنا حاضرا ومستقبلا من مدافع هؤلاء المفترين قولا وفعلا..!؟ لابد من مواجهة هذا الفكر الضلالي التكفيري وقطع دابره بكل حزم وقوة.
والله من وراء القصد.