تضررت أكثر من 48 مبتعثة من قرار منع الإجازة الاستثنائية للعسكريين المرافقين مع زوجاتهم، وذلك بعد صدور تعميم حصلت «الجزيرة» على نسخة منه والصادر بتاريخ 15-3-1434هـ رقم (10122) والذي ينص على عدم الاستمرار في تطبيق قرار مجلس الخدمة العسكرية الخاص بجواز منح العسكري الراغب بمرافقة زوجته المبتعثة للدراسة بالخارج أو أحد ممن يعولهم شرعاً إجازة استثنائية من دون راتب، وذلك بقدر المرافقة وبمدة أقصاها أربع سنوات.
ونص التعميم على اعتماد منع العسكريين من الإجازات الاستثنائية أو تمديدها اعتباراً من تاريخ الأمر السامي الكريم، ويستثنى من ذلك الإجازات التي كانت قبل الأمر السامي، فإنها تستكمل وتبقى مدتها نظراً لصدورها بطريقة نظامية وعدم ورود نص يقضي بإنهائها.
وبحسب ما ذكرته بعض المبتعثات للجزيرة: «جميعنا نعلم تماماً أن المرافق يستطيع الاستفادة من مزايا البعثة من دراسة ومكافأة وخلافه، ولابد أن يتمتع بإجازة استثنائية من الجهة التابع لها».
وانعكس قرار المنع بالضرر على المبتعثات من المرحلتين السابعة والثامنة وحاليا ًالتاسعة من برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي ومعيدات من الجامعات، وبحسب ما روته المبتعثات لـ»الجزيرة» عبرت غزوة علي العتيبي (متزوجة) عن مشكلتها قائلة: «أنا من مبتعثات برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي تخصص ماجستير فيزياء البلازما، وقد تم ابتعاثي إلى أمريكا، وفعلاً أنا حالياً في أمريكا، لكن تفاجأت برفض تمديد الإجازة لزوجي كونه عسكرياً، حيث بقي على إجازته 15 يوماً فقط وهو الآن اضطر لطلب إجازة اعتيادية حتى ينتهي رصيد إجازاته، ومن المفترض تمديد إجازته الاستثنائية لمدة أربعة أشهر فقط لكن لم يتمكن من ذلك»، مشيرة إلى وضعها غير المستقر.
وأضافت إحدى المبتعثات: «كيف يمكنني أخذ أطفالي والذهاب إلى بلاد الغربة دون عائل؟ ولِمَ يقتل طموحنا وحقنا في إكمال دراستنا ووظائفنا كمعيدات؟!» وتساءلت: «كيف يمكننا دفن جهد وتعب السنين من أجل قرار قد تطول مدة دراسته، وزوجي العسكري أليس موظفاً من موظفي الدولة؟».
وقالت نورة الزهراني معيدة في جامعة جازان ماجستير ودكتوراه أحياء دقيقة «لدي طفلان ورافقني زوجي لبعثتي في أمريكا بإجازة استثنائية وتبقى شهر على نهاية الإجازة ولا نعرف ما الذي يمكننا فعله كون القرار يمنع التمديد».
وذكرت أم خالد ماجستير حاسب آلي ومبتعثة إلى أمريكا للجزيرة: «إنها اضطرت إلى إلغاء البعثة بسبب رفض الإجازة الاستثنائية لزوجها الأمر الذي أوقف حلمها في إكمال مسيرتها التعليمية وخدمة الوطن». وأكدت أن هناك من استطاع السفر قبل قرار الإيقاف ولكن عند طلب التمديد فوجئوا بإيقاف الإجازات وكانوا بين خيارين إما العودة إلى العمل أو الاستقالة ، مع العلم أن من المرافقين من اضطر لتقديم استقالته.
وطالبت المبتعثات إعادة النظر في القرار ومنح العسكري إجازة استثنائية تمكنه من مرافقة المبتعثة أسوة بالمرافقين من المجالات الأخرى، كما طالبن بوضع مقترح بعين الاعتبار وذلك بعدم المطالبة باحتساب سنوات الإجازة عند التقاعد.
وبحسب ما وصل «للجزيرة» من المبتعثات قائمة بأسمائهن ومتابعة من قبلهن حيث قدمن خطاباً للديوان الملكي، وذلك للمطالبة بالاستثناء للمرافقين تم إصدار قرار إلحاق لغرض المرافقة براتب أساسي لمنسوبي وزارة الدفاع رقم القرار 11381 وتاريخ 15-5-1434هـ وقرار رقم 5511 وتاريخ 18-5-1434هـ ..
«الجزيرة» بدورها تواصلت مع وزارة التعليم العالي للإجابة على مطالبات المبتعثات لكن الوزارة فضلت أخذ وقت كاف لمناقشة الموضوع والإجابة عن كل الاستفسارات بطريقة نظامية.