في مثل هذه الأجواء الباردة يميل كثير من المواطنين لشبة النار، تلك العادة التي تجمع أفراد العائلة في مكان واحد، يتبادلون الأحاديث وأخبار الأمطار والربيع، وكان موعد (الشبة) سابقاً بعد صلاة المغرب حتى العشاء، أما الآن فإنها اختلفت بحكم الأشغال والأعمال والارتباطات لكثير من الأسر وأوقات فراغهم.
وترمز شبة النار والقهوة العربية إلى الكرم والضيافة، بينما يعتبر حطب السمر والسلم الأكثر استعمالاً والأجود رائحة في التدفئة. وتلعب شبة النار في اجتماعات فصل الشتاء دوراً كبيراً في الترابط بين أفراد الأسر، حيث تدور بينهم أحاديث السمر والذكريات الماضية، بينما يتناوبون دلال القهوة والفناجيل والنجر. وقد تغنى عدد من الشعراء في وصف تلك المنظر، إذ قال الشاعر تري بن حميد: يا ما حلا يا عبيد في وقت الأسحار .. جر الفراش وشب ضوء المنارة. مع دلة تحذا على صالي النار .. ونجر الى حرك تزايد عباره.