فاصلة:
(( يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به))
- حكمة ألمانية -
هذا الاهتمام بالمظاهر الذي يقتل كل المشاعر الجميلة التي تسبق أي سلوك نفعله.
نريد أن نشاطر الآخرين أفراحهم فنغرق في تفاصيل الهدايا حتى ننهك فنفقد متعة الفرح، أو حين نستقبل الآخرين في منزلنا ويستغرقنا الوقت في الاهتمام بتفاصيل الضيافة .
حتى الحزن لم يَعُد له قدسيته حين أصبحنا نغرق في تفاصيل الترتيبات لاستقبال المعزِّين الذين لم يأتوا إلاّ لترديد بعض كلمات اعتدنا ترديدها في مثل هذه المناسبات، وكأنهم أتوا لاستعراض الملابس ونحن لاستعراض ترتيباتنا.
قتلنا الاهتمام بالمظاهر ومازال يقتلنا يوماً بعد يوم، هو إرث قديم لا أعرف متى وكيف استوردناه فصار نمطاً حياتياً .
إنما المؤكد أننا لم نسأل أنفسنا لماذا نفعل ذلك؟
ما السبب وراء هوسنا بالاهتمام بالمظهر بشكل يطغى على اهتمامنا بالمضمون في كل حياتنا ؟
إذ إنّ السلوك هذا ينسحب على كل حياتنا فيصبح اهتمامنا بالمظاهر يتجاوز المناسبات إلى حكمنا على الأشخاص الذين نتعامل معهم.
وعلينا ألا نسقط هذا الأهوس بالمظاهر على تعقيدات الحياة، فالبساطة هي جزء من تكوين الشخصية التي بني في مرحلة الطفولة وتشكّل في المراهقة، ولذلك فنحن المسؤولون عن هذا السلوك وليس أي شيء آخر .
وبدايات التغيير تأتي من اعترافنا بأننا مسؤولين عن هذا الخلل، وكي نغيِّره علينا أن نستشعر سلبياته على أنفسنا وفي حياتنا.
كل شيء قابل للتغيير إذا أيقظنا إرادتنا لتحقيقه.