شكرا متعب !

تشرفت قبل أيام بحضور الحفل الختامي لتمرين الرماية بالذخيرة الحية (ولاء وفداء - 4)، والذي أشرفت عليه وزارة الحرس الوطني، وذلك بميدان المئوية بخشم العان، تحت رعاية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وهي المرة الأولى التي أحضر فيها حفلا عسكريا مهيبا كهذا، وأول ما يلفت الانتباه هو الدقة في التنظيم، والجمال الأخاذ للعرض المبهر بالذخيرة الحية، حتى لتخال أنك في ميدان حرب حقيقي، وهذا يذكرك بالمعارك التاريخية التي قرأت عنها في كتب التاريخ، وتخيلت ماهيتها في خيالك الواسع، ولكن هيهات، فليس الخبر كالعيان!.

كان لافتا حضور مجموعة من أبناء الأسرة المالكة، من الصف الثاني، وبالمناسبة فكلهم عسكريون لهم تاريخهم المشرف، فإضافة لسمو النائب الثاني، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، كان هناك الأمراء خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وتركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، وسلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، وقد كان العرض العسكري الحي بالطائرات، والقنابل، والصواريخ، والمدافع الثقيلة، ورؤية النيران تشتعل، وأصوات الأسلحة المرعب، وصوت المعلق، وهو يعلن الهجوم على العدو، تجعلك تشعر طوال الوقت بأنك في ميدان حرب حقيقي، وتشعرك بالمهام الجسيمة التي يحملها أبناء القوات العسكرية في سبيل حماية هذا الكيان العظيم.

لا جدال في أن وزارة الحرس الوطني، والتي أسسها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية تطورت كثيرا خلال العقود الماضية، وبمتابعة شخصية من لدنه، حفظه الله ، وقد واصل نجله الأمير متعب، وهو ابن هذه المؤسسة العريقة، منذ نعومة أظفاره، هذه المهمة الجسيمة بكل اقتدار، ولذا لم يكن مستغربا ذلك الإنجاز الذي شاهدناه خلال الحفل، فالأمير متعب شخصية عسكرية فذة، وعلاوة على ذلك، فهو رجل منظم، ومثقف، وقارئ نهم، ومتواضع لدرجة تخجل من يتعامل معه، ومطلع على تطورات الأحداث داخليا، وخارجيا بشكل جيد، ولعل هذا ما ساهم في نجاحه في قيادة هذا الجهاز الهام، وفي هذا التوقيت الحرج في تاريخ الوطن، والأمير متعب يمثل، مع أبناء جيله، صمام أمان لهذا الوطن الشامخ، والذي كان، ولا زال يواجه تحديات جمة على كل المستويات.

نعم حق لنا أن نشعر بالأمن، فهناك رجال بواسل يسهرون على أمن هذا الوطن، ويحرسون حدوده، ويحلقون فوق سماءه ليل نهار، وقد تحدثت مع بعض الضباط ، والأفراد الذين شاركوا في تمرين الرماية بالذخيرة الحية، وقد كانوا رجالا يملؤهم الحماس، والفخر، والولاء، والإخلاص، وأظنه يحق لي أن أقول: «إننا آمنون بإذن الله»، فشكرا لنجل صقر العرب، متعب - بلا ألقاب -، وشكرا لرجالات وزارة الحرس الوطني.