لم تقف محاجر الدموع ونظرات الألم حاجزاً دون الوصول لزرع ابتسامات الرضا لفئة غالية على المجتمع، بعد أن واصلت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم، سلسلة نجاحاتها التربوية، والتعليمية، والإنسانية، بتقديم النماذج الحية لقيمة التعليم، ومخرجاته.
حيث حقق تعليم القصيم نجاحاً متميزاً يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، يتضمن إطلاق برنامج لتعليم طالبات مرضى الأورام -شفاهن الله- واللاتي يتلقين العلاج بمركز الأمير فيصل بن بندر للأورام بمدينة بريدة.
البرنامج الأول من نوعه، رسم ملامح الفرح، والسعادة، والاطمئنان لمكونات الأسر التي تعالج أطفالها داخل المركز؛ فتم توفير كافة الوسائل التعليمية للمرضى المنومين؛ بهدف اللحاق بالدروس التعليمية. حيث خضع البرنامج لمراحل تقييم مستمرة حتى خرج للنور مكتمل العناصر، يحمل مخرجات تربوية، تعليمية حقيقية، بإشراف طاقم من أميز المشرفات التربويات، وبقيادة رئيسة قسم الصفوف الأولية الأستاذة أسماء الغيث.
البداية جاءت بقيام قسم الصفوف الأولية بتعليم القصيم ”بنات” في عام 1427هـ ببحث تجربة تدريس تلك الطالبات، والإشراف عليهن، ومتابعة مستوى تحصيلهن الدراسي، وذلك عند ورود خطاب مدير مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام لمدير تعليم القصيم، بشأن معالجة وضع الطالبات الآتي يتلقين العلاج بالمركز، ليتم وضع خطة عمل دقيقة نتيجة حساسية التجربة وأهمية الإلمام بكافة جوانبها النفسية والتعليمية.
لتبادر مشرفات الصفوف الأولية الأستاذة نورة الرواف والأستاذة أسماء الغيث والأستاذة زينب الملحم والأستاذة بدرية الهزاعي والأستاذة ريم المراد, بالأخذ بيد تلك الطالبات تطوعاً، والقيام بهذه التجربة والعمل بها، والإشراف على الطالبات من قبل المشرفة الأستاذة بدرية الهزاعي، ومتابعة الإشراف والتدريس والتقييم من قبل مشرفة الصفوف الأولية الأستاذة ريم المراد وذلك مدة أربع سنوات.
تضيف الأستاذة أسماء الغيث أنه وبعد ذلك تولت الطالبات، والإشراف على تقييمهن، ومتابعتهن المشرفة الأستاذة زينب الملحم عام 1431 هـ لتسعى على تطوير التدريس في مركز الأورام، وأدخلت تدريس مادة الحاسب، وإنشاء مكتبة، وتوفير أجهزة للقاعة المخصصة للتدريس، وإسناد التدريس للمعلمة جوزاء المشيقح، لتحقق التجربة نجاحاً ملموساً، بفضل تضافر الجهود والتعاون الملموس من الجميع، بدافع الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، وما تفرضه المشاعر الوطنية الصادقة، والمساهمة في بناء أفراد هذا المجتمع ومنهم المرضى -شفاهم الله-.
وتقول المشرفة الأستاذة زينب الملحم عن التجربة: إن بداية الفكرة كانت عام 1427هـ ثم تطورت إلى تدريس المرحلة الابتدائية فكان تعليمهن كبسولة دواء قدمت لهن. بعد ذلك تم رفع التجربة للوزارة في شهر صفر من العام الماضي 1434هـ ولاقت تجاوباً كبيراً من الوزارة وتم استدعائي لعرض التجربة أمام نائبة الوزير الأستاذة نورة الفايز.
مضيفة أنه في يوم 9-2-1435هـ تم عرض التجربة أمام معالي نائب وزير التربية والتعليم الأستاذة نورة الفايز عن طريق الشاشة، فكانت بداية عرض المشروع قصة شفاء لمريضة، ثم عرض بداية المشروع التعليمي، مزودا بالصور، حتى وصوله إلى هذه المرحلة المكتملة العناصر، مع شرح لكل مرحلة، تلا ذلك أنشودة ترسم البسمة للمنشد عبد العزيز الحسون قام بأدائها والمشاركة بها، بعد ذلك توالت المداخلات والأسئلة عن التجربة والصعوبات التي واجهتها وكيفية حلها.
نائب وزير التربية والتعليم الأستاذة نورة الفايز عبرت عن سعادتها بالتجربة، ونتائجها الإيجابية ومدلولاتها الإنسانية الصادقة، ومخرجاتها الوطنية، وقدمت شكرها وتقديرها لتعليم القصيم، ولمدير عام التربية والتعليم عبدالله الركيان، ولكل من ساهم من زميلاتها بهذا البرنامج الفريد من نوعه، والذي يعتبر مفخرة لوزارة التربية والتعليم. ووجهت بحصر جميع مراكز الأورام بالمملكة لتطبيق تجربة تعليم القصيم داخلها، والاستفادة من خبرات الزميلات بقسم الصفوف الأولية بالقصيم.
من جانبه أشاد مدير التربية والتعليم بالقصيم عبدالله الركيان بالمشروع ونجاحه المتميز الملموس، وقدم شكره وتقديره لفريق العمل من مسؤولات ومشرفات على جهودهن وإحساسهن بالمسؤولية تجاه المجتمع، ومنهم المرضى شفاهم الله، وشكر مديرة قسم الصفوف الأولية الأستاذة أسماء الغيث على جهودها وزميلاتها، كما نقل تقديره للأستاذة زينب الملحم على عرضها للمشروع، وجهودها في تطويره وإظهاره بصورة تدعو للفخر بهذا العمل المفيد والمتميز.