دوران للحوار: بيننا.. ومعهم
بعض تفاعلاتنا العرضية مع محاور متمرس في المقابلات الإعلامية والصحفية بالذات تقدم أثمن الفرص للتأمل في القضايا الاجتماعية التي نعايشها والتي قد نتفاعل معها فقط بصورة عفوية. ولكننا ندقق أكثر حين نسأل عن رأينا في إطار نحن فيه مسؤولون عن فحوى وقيمة هذا الرأي كمساهمة فعلية في حدث رسمي كما حدث في لقاء ضمن المجلس التوجيهي لوزارة العمل في الأسبوع الماضي وسأعود إليه لاحقا في حوار قادم. وكما حدث في مشاركاتي في فيينا في الشهر الماضي بدعوة من مركز الملك عبد الله للحوار كاسييد ثم للمشاركة في معرض الكتاب الدولي بفيينا بدعوة من وزارة التعليم العالي. وكلاهما نشاط مهم للملكة في إطار «حوارنا مع الآخر».
وعلى هامش الزيارة والمشاركة كان أكثر من حوار متعلق:
سألني المحاور عن أكثر من قضية مهمة للمجتمع تثار في الوقت الراهن وأرى أن أشارككم في بعض ما جاء في المقابلة للفائدة:
وسأختصر التقدمة الطويلة بكل إطراءاتها إلى ما أراه الأهم: «يأتي على رأس اهتمامات د. ثريا العريض توعية المواطن، وتمكين المرأة من المساهمة في تنمية الوطن الخليجي واستقرار أمنه اقتصاديا ومجتمعيا وفكريا».
وكذلك ما تعلق بتوضيح إطار إجراء الحوار:
«شاركت في شهر نوفمبر في مؤتمر لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، وتزامن هذا المؤتمر مع معرض الكتاب الدولي في العاصمة النمساوية، وكانت الدكتورة ثريا العريض ضيفة على البرنامج الثقافي للمشاركة السعودية في المعرض، فالتقينا بها وأجرينا معها حوارا شاملا، تناول قضايا التربية والتعليم في المملكة، وشكوى المعلمين من الرواتب، ومشاركة المملكة في معرض فيينا الدولي للكتاب، وجهود ترجمة الأدب السعودي للغات المختلفة. في السطور التالية ملخص لأهم ما قالته الدكتورة ثريا العريض، وهي أيضا عضو مجلس الشورى السعودي».
تقول الدكتورة ثريا إن مشاركة الدول المختلفة في المعرض والمنتدي الدولي للتعليم في الرياض، لا تقتصر فائدتها على تبادل الخبرات في المجالات التربوية والتعليمية، بل ترى فيها «رسالة أننا جزء من العالم الكبير، نتعرف على الجميع، ونمد يدنا لمصافحة الجميع، وهي نفس فكرة الحوار مع الآخر، والحوار عبر الأديان، والحوار الوطني، الذي يجري على مستوى الواقع المحلي داخل المملكة، فالوِجهة واحدة».
أجل هو كون كبير لنا دور فيه ذو وجهين: أن نتحاور إيجابيا في الداخل لنضمن أن تسودنا روح الفريق الواحد لنبني أنفسنا وقدراتنا لنضمن صحة مستقبلنا ومقدرات أجيالنا القادمة، وأن نصافح الآخر في الخارج لنضمن موقعنا في معادلة العالم لا كعدو يتحالف الآخرون للقضاء عليه بل كعضو فاعل يهمه أن نبني عالم سلام يتسع للجميع ولنا فيه موقع أفضلية وتقبل.
وهذا مختصر دقيق يوضح الهدف من مشاركات الدولة في الخارج تفتح بها نوافذ حوار إيجابي مع «الآخر» والحوار لا يعني الجدل لإثبات أنهم مخطئون ونحن على صواب مطلق. بل هو فرصة للتعارف ومنح كل طرف فرصة لاحترام منجز الآخر.. حيث بدلا من الشكوى لماذا يكرهوننا؟؟ أو لماذا لا يفهموننا؟؟ أو إنهم يتآمرون ضدنا!! يصبح الإطار إيجابيا وبقصد. . نمد أيدينا لنصافح الجميع ونتيح فرصة بناءة للتعرف على مواقفنا ومبادئنا ومنجزاتنا في الحاضر والماضي، دون إقصاء هدام ينسف منذ البدء فرصة الحوار ويجعل التقبل والتعايش والاحترام أمرا مستحيلا.
نواصل معا في حوارنا القادم.