من حق الشباب، مثل بقية شرائح المجتمع الأخرى، أن يعلن عن فرحه بمناسبة اليوم الوطني. ولكن ليس من حقه أن يستغل هذه المناسبة الوطنية لكي يؤذي الآخرين ويزعجهم ويحيل مناسبة جميلة مفرحة كهذه إلى كابوس اجتماعي ثقيل.
في أكثر من منطقة من مناطق المملكة خرج شباب وسدوا الطرق ونشروا الفوضى وأعاقوا حركة السير. وللأسف فإن هذه الفوضى يجَيِّرونها باسم «اليوم الوطني» كأنما اليوم الوطني هو مناسبة لتعطيل مصالح الناس وإيذاء مشاعرهم!
بعض الأسر فضلت البقاء في البيوت لكي لا تتعرض لما يحدث في بعض الشوارع من زحمة خانقة وفوضى عارمة. وقد سمعت بعض التعليقات المقلقة حول ما حدث في جدة على سبيل المثال، حين قام بعض الشباب بإغلاق طريق الكورنيش وراحوا يرقصون ويغنون غير مبالين بتكدس السيارات في طريق الكورنيش والطرق الأخرى المؤدية إليه. وقد أحسن رجال الأمن حين قبضوا على المتسببين، ولكن هذه مجرد حادثة واحدة وهناك حالات أخرى هرب مثيرو الإزعاج والفوضى قبل القبض عليهم.
سيقول البعض إن الشباب محاصر ولا يجد أي فرصة للتعبير عن نفسه وممارسة الفرح في هذه المرحلة العمرية إلاَّ في مثل هذه المناسبات العامة والأعياد والمبارايات الرياضية، وأننا قبل أن ننتقدهم يجب أن نوفر لهم قنوات مناسبة لتفريغ طاقاتهم وحماسهم مثل بقية الشباب في العالم. ومن المؤكد أن هذا الرأي يحمل الكثير من الوجاهة لكن من غير المقبول أن نتجاهل أيضا ما يحدث من فوضى في شوارعنا في كل مناسبة عامة. صحيح يجب أن نحل مشاكل الشباب وأن نساعدهم ونمكنهم من ممارسة هواياتهم بشكل مقبول، ولكن يجب أيضا أن نمنع التجاوزات التي تقع منهم ولا نقبل المبررات والأعذار التي تسوغ لهذه الممارسات.
مبروك للوطن في يومه الوطني، ولعل شبابنا في قادم الأيام والمناسبات السعيدة يجدون مساحة لممارسة الفرح والحبور ويعبرون عن مشاعرهم دون أن يسدوا علينا الطرق ويفسدوا علينا الفرحة!